الين الياباني: تحديات وأفاق مستقبلية في ظل التقلبات العالمية
Mar 12, 2025 at 11:27 AM
شهدت الأسواق المالية تطورات مثيرة حيث واصل الين الياباني تسجيل خسائره أمام العملات الرئيسية، خاصة الدولار الأمريكي. وسط تزايد المخاوف التجارية الناجمة عن سياسات الرئيس الأمريكي السابقة دونالد ترامب، يبقى السؤال حول مستقبل الين حاضراً بقوة في أذهان المستثمرين والمتداولين.
هل يمكن للين استعادة عافيته أم سيبقى أسير التوترات الاقتصادية؟
تأثير السياسات التجارية الأمريكية على الين الياباني
تتصاعد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية لسياسات التجارة الأمريكية التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب، مما أثر بشكل مباشر على قيمة الين الياباني. هذه السياسات، بما فيها فرض رسوم جمركية جديدة محتملة على المنتجات اليابانية، أدت إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد الياباني. ومع ذلك، فإن هذا الوضع لم يكن كافياً لتدمير الثقة بالين تماماً، إذ لا تزال هناك مؤشرات إيجابية تعزز من قوته كملاذ آمن.في الواقع، يرى العديد من المحللين أن أي انخفاض كبير للين قد يكون صعب المنال نظراً للتوقعات الصارمة التي يتبناها البنك المركزي الياباني فيما يتعلق بتقييم الاقتصاد المحلي. كما أن المؤشرات الأخيرة المتعلقة بالتضخم السنوي لأسعار الجملة، والتي بلغت نسبة 4% في شهر فبراير، تعد دليلاً واضحاً على اتساع الضغوط التضخمية داخل البلاد.هذا التضخم المتزايد، بالإضافة إلى زيادات الأجور الكبيرة التي شهدتها اليابان في السنوات الماضية، يعززان الإمكانية بأن يقوم البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة أكثر في المستقبل القريب. هذه الخطوة ستؤدي إلى تضييق الفروق بين العائدات اليابانية والعائدات الدولية، مما يدعم العملة الوطنية ويحد من خسائرها.الدولار الأمريكي وتحديات الاقتصاد العالمي
على الجانب الآخر، يعاني الدولار الأمريكي من ضغوط متزايدة نتيجة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي الذي قد يكون مدفوعاً بالتعريفات الجمركية الجديدة. وسط هذه الأجواء المشحونة، يتوقع العديد من الخبراء أن يؤدي هذا التباطؤ الاقتصادي إلى دفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض معدلات الفائدة عدة مرات خلال العام الحالي.هذه التوقعات تساهم بشكل كبير في الحد من ارتفاع زوج العملات الدولار الأمريكي/الين الياباني، حيث يترقب المتداولون بيانات التضخم الأمريكي بشغف. إذا جاءت هذه البيانات أقل من التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التراجع للعملة الأمريكية مقابل نظيرتها اليابانية.تحليلات السوق التقنية تشير إلى أن مؤشرات التذبذب على الرسم البياني اليومي ما زالت عميقة في المنطقة السلبية، مما يعني أن المسار الأكثر احتمالاً لزوج العملات هو الهبوط. وعلى الرغم من وجود مستويات مقاومة مثل المستوى النفسي عند 150.00، إلا أن أي ارتفاع جديد سيكون محدوداً جداً ومحصوراً عند نقاط معينة مثل 149.70 و149.75.سيناريوهات مستقبلية للسوق
إذا استمرت الأسعار في الانخفاض وكسرت مستوى الدعم الأفقي عند حوالي 148.60-148.70، فقد يؤدي ذلك إلى تسارع هبوط زوج العملات نحو المستويات النفسية الأدنى. ومن المحتمل أن يصل الزوج إلى مستوى 147.25 كدعم أولي قبل الوصول إلى المناطق الأخرى مثل 147.00 و146.55-146.50.أما إذا استقرت الأسعار عند هذه المستويات أو انخفضت أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى تسارع الهبوط نحو المستويات النفسية الكبرى مثل 146.00 وصولاً إلى 145.00. وخلال هذا المسار الهابط، يمكن أن تظهر مستويات دعم وسيطة قريبة من منطقة 145.40-145.35، مما يجعل التداولات أكثر تعقيداً وتحتاج إلى تحليل دقيق.من جهة أخرى، إذا حدث الشراء المستمر وتجاوز مستوى 149.00، فقد يؤدي ذلك إلى انتعاش مؤقت نحو مستويات المقاومة الوسيطة مثل 149.70-149.75. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الحركة الصاعدة مدعومة بعوامل قوية لتحقيق الاستدامة واستعادة الثقة الكاملة بالزوج.