يُعتبر مؤشر القوة النسبية (RSI) أحد أهم أدوات التحليل الفني التي تعكس حالة الزخم في الأسواق المالية. في الفترة الأخيرة، شهدت أزواج العملات الرئيسية، بما في ذلك زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري، انخفاضًا ملحوظًا في قراءات RSI تحت مستوى 30. هذا الانخفاض يشير إلى ضعف الزخم الصاعد وقدرته على الاستمرار، مما يجعل البيئة أكثر ملاءمة للصفقات الهابطة.
من الجدير بالذكر أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى اختبار مستويات دعم مهمة عند 0.8755 ثم 0.8735. ومع ذلك، يجب على المتداولين مراقبة أي إشارات عكسية قد تنبئ بتحول محتمل في الزخم، خاصة إذا ظهرت مؤشرات ارتداد قوية في القراءات الفنية.
على الرغم من هيمنة الاتجاه الهابط الحالي، لا يمكن إغفال السيناريوهات البديلة التي قد تؤدي إلى تغيير مسار الزوج. إذا نجح زوج العملات في اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 0.8815 صعودًا، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط الشرائي، مما يدفع الأسعار نحو مستويات أعلى مثل 0.8835 أو حتى 0.9855.
هذه الحالة تتطلب من المتداولين توخي الحذر وتعديل استراتيجيتهم بناءً على البيانات الاقتصادية الجديدة أو التطورات السياسية التي قد تؤثر على أداء العملات. فعلى سبيل المثال، أي تصريحات غير متوقعة من البنوك المركزية قد تغير المعادلة تمامًا.
تعتمد حركة العملات بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية لكل دولة. بالنسبة للدولار الأمريكي، فإن السياسات النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي تلعب دورًا محوريًا في تحديد قيمته أمام العملات الأخرى. كما أن بيانات العمالة والتضخم تسهم بشكل كبير في رسم الصورة المستقبلية للعملة.
أما عن الفرنك السويسري، فهو معروف بكونه ملاذًا آمنًا في الأوقات الصعبة. وبالتالي، فإن أي توترات جيوسياسية أو اقتصادية قد تزيد من الطلب عليه، مما يؤثر سلبًا على قيمة الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري. يجب على المستثمرين دراسة هذه العوامل بدقة لتحديد الفرص المناسبة للتداول.
في ظل التقلبات الحالية، تعد استراتيجيات التداول القائمة على نقاط الدعم والمقاومة واحدة من أفضل الخيارات للمتداولين. حيث يمكن استخدام هذه النقاط كأساس لتحديد مستويات الدخول والخروج المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح باستخدام أوامر وقف الخسارة لحماية رأس المال في حال حدوث تحركات غير متوقعة.
بالنظر إلى الظروف الحالية، يبدو أن الصفقات الهابطة تمثل فرصة جيدة لتحقيق الأرباح، لكن يجب دائمًا الأخذ بعين الاعتبار السيناريوهات البديلة واستخدام أدوات إدارة المخاطر بكفاءة. من خلال الجمع بين التحليل الفني والأساسي، يمكن للمتداولين تحقيق نتائج إيجابية حتى في الأسواق الأكثر تعقيدًا.