أظهر زوج اليورو مقابل الدولار تطورات ملحوظة يوم الأربعاء نتيجة إعلان إدارة ترامب عن سياسات جمركية أقل حدة مما كان متوقعاً. ومع ذلك، ينتظر المستهلكون الأمريكيون تطبيق رسوم بنسبة 10% على الواردات و25% على السيارات وأجزائها، إلى جانب رسوم متفاوتة حسب البلد. هذه التحركات قد تؤدي إلى زيادة ضغوط التضخم في المستقبل القريب مع ارتفاع أسعار المنتجات الأجنبية، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي لتأمل استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول. وعلى الرغم من الاهتمام المحدود بالبيانات الاقتصادية الأوروبية هذا الأسبوع، فإن تقرير الوظائف الأمريكي المنتظر يوم الجمعة سيكون محركاً أساسياً للأسواق.
على الرغم من توقعات المستثمرين بسياسات جمركية أكثر شراسة، جاءت الإجراءات الأخيرة لإدارة ترامب لتخفف بعض المخاوف المتعلقة بالتجارة الدولية. ومع ذلك، تبقى الآثار الاقتصادية واضحة حيث يواجه المستهلكون الأمريكيون زيادة في الرسوم الجمركية على السلع الأساسية مثل النحاس والإلكترونيات والسيارات. هذه التدابير قد ترفع تكاليف الاستيراد وتؤثر سلباً على الأسواق المحلية التي تعتمد بشكل كبير على المنتجات الأجنبية.
تشير التحليلات الاقتصادية إلى أن هذه الخطوات ستؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتجات للمستهلكين الأمريكيين، مما يزيد من الضغوط التضخمية. كما أن غموض السياسات التجارية الحالية قد يؤدي إلى توسع فترة ارتفاع أسعار الفائدة التي أعلن عنها البنك الفيدرالي. ويبدو أن الاقتصاد الأمريكي يدخل مرحلة جديدة تتسم بالتحديات المرتبطة بتوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار النقدي، خاصة مع عدم وجود بدائل واضحة لتجنب تأثيرات هذه الرسوم على السوق المحلي.
يواجه زوج اليورو/الدولار حالة من التردد داخل نطاق فني ضيق، حيث يجد المشترون صعوبة في تحقيق اختراقات قوية بينما يظل الضغط البيعي محدوداً. يشير هذا الوضع إلى ترقب المستثمرين للتطورات الاقتصادية والسياسية القادمة، خاصة تلك المرتبطة بالسياسات التجارية العالمية.
بالنظر إلى المؤشرات الفنية، يبدو أن الزوج يتحرك ضمن منطقة ذروة البيع، لكن نمط الاستمرار لا يزال غير واضح بسبب التركيز الكبير على العوامل الجيوسياسية. وفي الوقت نفسه، يتوقع المحللون أن تلعب بيانات الوظائف الأمريكية دوراً رئيسياً في تحديد اتجاهات السوق خلال الأيام المقبلة. إذ يمكن لهذه البيانات أن تقدم رؤى مهمة حول كيفية استجابة الاقتصاد الأمريكي للإجراءات الجمركية الجديدة، وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على تحركات زوج اليورو/الدولار في المستقبل القريب.