نظام تشاد يؤكد سيطرته على محاولة انقلابية خطيرة في القصر الرئاسي
Jan 8, 2025 at 9:23 PM
أكدت السلطات التشادية أن الوضع تحت السيطرة بعد محاولة زعزعة الاستقرار، حيث نجح حرس الرئاسة في التصدي لهجوم مسلح داخل القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا. ورغم الأحداث المتسارعة، أغلقت الطرق المؤدية إلى القصر وأنتشرت الدبابات في الشوارع، مما يعكس حدة الموقف الأمني.
الاستقرار والطمأنينة: تشاد تتصدى بقوة لأي محاولات للإخلال بالنظام
تفاصيل الحدث الأمني في القصر الرئاسي
في ليلة الأربعاء، شهدت العاصمة نجامينا حالة من التوتر الشديد بعد سماع أصوات إطلاق نار كثيف قرب القصر الرئاسي. هذه الحادثة لم تكن عابرة، بل كانت جزءًا من محاولة ممنهجة لزعزعة الاستقرار في البلاد. وفقًا لمصادر أمنية، هاجم مسلحين الجزء الداخلي من القصر، ولكن سرعة استجابة حرس الرئاسة وإحكام السيطرة على الموقف أظهرت مدى الجاهزية والكفاءة التي يتمتع بها الحرس.المشهد كان متوترًا للغاية، حيث أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي أمام حركة المرور، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن دبابات عسكرية انتشرت بكثافة في الشوارع المحيطة بالقصر. هذا الإجراء الأمني المشدد يعكس حرص الحكومة على حماية مؤسساتها الحيوية ومنع أي تداعيات قد تؤثر على الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.التأثير السياسي للحادثة على العلاقات الخارجية
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى نجامينا، حيث عقد اجتماعات مع المسؤولين التشاديين وشارك في اجتماع في القصر الرئاسي مع الرئيس محمد إدريس ديبي. هذه الزيارة كانت تحمل أهمية كبيرة، إذ تمثل تعزيزًا للعلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مختلفة. من الجدير بالذكر أن تشاد أعلنت بشكل مفاجئ في نهاية نوفمبر الماضي إنهاء الاتفاق العسكري مع فرنسا، مما وضع حدًا لستة عقود من التعاون العسكري الذي بدأ منذ نهاية الاستعمار الفرنسي. هذا القرار كان له تأثير كبير على السياسة الخارجية لتشاد، حيث يعكس رغبة الدولة في إعادة النظر في تحالفاتها التقليدية وبناء علاقات مستقلة ومتنوعة مع دول أخرى.الخلفية التاريخية للحكم في تشاد
يعود تاريخ الحكم في تشاد إلى فترة طويلة من الاستقرار والاضطرابات السياسية. في مايو من العام الحالي، انتهت فترة انتقالية استمرت 3 سنوات في نجامينا بانتخاب محمد إدريس ديبي رئيسًا للبلاد. وكان ديبي الابن قد أعلن رئيسًا في بداية الفترة الانتقالية من جانب المجلس العسكري الحاكم، وذلك بعد مقتل والده إدريس ديبي اتنو في عام 2021 على أيدي متمردين وهو في طريقه إلى الجبهة، بعد أن حكم تشاد لأكثر من 30 عامًا.الرئيس السابق، إدريس ديبي اتنو، اعتمد على دعم الجيش الفرنسي لصد هجمات المتمردين في عامي 2008 و2019، مما يعكس مدى تعقيد الساحة السياسية والأمنية في البلاد. ومع تولي ابنه السلطة، تواجه تشاد تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار الدائم والحفاظ على الأمن القومي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.