في اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، أعرب مدير المنظمة عن أمله في إعادة تفاوض العقود للحصول على تخفيضات. الولايات المتحدة، التي كانت تمثل خمسة الميزانية، تعتزم الانسحاب من المنظمة بحلول عام 2026، مما يترك فجوة تمويلية كبيرة. في العام الماضي، ساهمت واشنطن بنسبة 18% من الميزانية، وكانت تغطي جزءًا كبيرًا من برامج مكافحة الأمراض مثل الإيدز والتهاب الكبد والسّل. في هذه الأثناء، تعهدت ألمانيا بتقديم دعم مستمر، بينما يتم التركيز على البرامج الأساسية وتقييم المهام الجديدة. كما يتوقع أن تساهم الصين بمزيد من الدعم، حيث ساهمت حتى الآن بنسبة 5% فقط من الميزانية.
مع انسحاب الولايات المتحدة المتوقع من المنظمة، أصبحت الحاجة إلى البحث عن مصادر تمويل بديلة أكثر إلحاحًا. فقد كانت الولايات المتحدة مساهمًا رئيسيًا في ميزانية المنظمة، خاصة في برامج مكافحة الأمراض المعدية. هذا الانسحاب سيترك فجوة كبيرة تحتاج إلى ملؤها بشكل عاجل.
تشمل البرامج التي قد تتأثر برفع الدعم الأمريكي العديد من المجالات الحيوية. كان الدعم الأمريكي يغطي نسبة كبيرة من برامج مكافحة الإيدز والتهاب الكبد والسّل، بالإضافة إلى تعزيز النظم الصحية في البلدان الفقيرة. هذه البرامج تعتبر أساسية للصحة العالمية وقد تتعرض لخطر الانهيار إذا لم يتم توفير بدائل تمويلية سريعة. مع ذلك، يسعى المسؤولون في المنظمة إلى إعادة التفاوض على العقود للحصول على تخفيضات وبحث مصادر تمويل جديدة لتعويض هذا النقص.
وسط هذه التحديات، تعهدت ألمانيا بتقديم دعم ثابت للمنظمة. هذا الدعم يأتي في وقت حاسم حيث يتعين على المنظمة إعادة تقييم أولوياتها والتركيز على البرامج الأساسية. كما دعا المشاركون في الاجتماع إلى ضرورة وضع أسعار واضحة للمشاريع الجديدة منذ البداية لضمان الاستدامة المالية.
من المتوقع أيضًا أن تلعب الصين دورًا أكبر في دعم المنظمة. حتى الآن، كانت بكين تقدم مساهمات اختيارية صغيرة نسبيًا، لكن هناك توقعات بأن تزيد من مساهماتها في المستقبل القريب. في عام 2024، كانت الصين تساهم بنحو 5% من الميزانية الإلزامية، ولكن مع انسحاب الولايات المتحدة، قد تصبح الصين واحدة من المصادر الرئيسية للتمويل في السنوات المقبلة. هذا الدور المتزايد للصين يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط المالي الذي تواجهه المنظمة ويضمن استمرارية برامجها الحيوية.