بعد الحادث المأساوي الذي تعرضت له إحدى الطائرات التابعة لشركة الطيران الكورية، قامت السلطات المحلية بإجراء عمليات بحث وتحقيق مكثفة. تم استخراج أحد محركي الطائرة ومن المخطط انتشال الثاني اليوم، بالإضافة إلى فحص ذيل الطائرة وأجهزتها الهبوطية. سيتم مطالبة الشركة باتخاذ تدابير تصحيحية حال وجود أي مشكلات في أسطولها من طراز بوينغ 737-800. البيانات الصوتية المستخرجة من مسجل قمرة القيادة قد توفر رؤية واضحة للأحداث الأخيرة قبل الحادث. كما تم القيام بعمليات تفتيش في مواقع متعددة مرتبطة بالشركة المشغلة والمطار للعثور على أدلة قد تساعد في فهم سبب الحادث.

الإجراءات الفنية والتدابير الوقائية بعد الحادث

أعلنت الجهات المعنية عن خطوات هامة لضمان السلامة الجوية وفحص جميع الطائرات من نوع بوينغ 737-800 التي تديرها الخطوط الجوية الكورية. تم استخراج المحرك الأول من موقع الحادث وتم التخطيط لاستعادة الآخر خلال اليوم الحالي. فريق التحقيق يركز على فحص ذيل الطائرة وأجزاء الهبوط، وهو ما يمكن أن يوفر أدلة قيمة حول الأسباب المحتملة للحادث. إذا ظهرت أي مشكلات خلال هذه الفحوصات، ستتخذ الإجراءات اللازمة لتصحيح الأوضاع فوراً لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.

أكد نائب وزير النقل لشؤون الطيران المدني أنه تم تحويل بيانات مسجل الصوت في قمرة القيادة إلى ملفات صوتية بنجاح. هذه العملية قد تساعد في تقديم معلومات هامة حول الأحداث التي جرت في الدقائق الأخيرة من الرحلة. يتم حالياً تحليل هذه البيانات بدقة، حيث يمكن أن تحتوي على معلومات حاسمة بشأن قرارات الطاقم وتفاعلهم مع الأوضاع الحرجة التي واجهتهم أثناء الرحلة. هذا العمل التحقيقي الدقيق يهدف إلى فهم أعمق للظروف التي أدت إلى الحادث وكيفية تجنب تكرارها مستقبلاً.

التحقيقات الجنائية والأمنية وراء الحادث

شرعت الشرطة في تحقيق شامل يتعلق بكافة الجوانب المتعلقة بالحادث، بما في ذلك البحث في المكاتب ذات الصلة بالمطار والشركة المشغلة. تم تفتيش العديد من المواقع المرتبطة بهيئة الطيران التابعة لوزارة النقل ومقر شركة الطيران في العاصمة. المحققون يسعون للحصول على وثائق ومواد تتعلق بتشغيل الطائرة وصيانتها، بالإضافة إلى تشغيل مرافق المطار. هذا التحرك يأتي ضمن الجهود الرامية لكشف كل التفاصيل حول الحادث وتحديد المسؤوليات.

وفقًا للتقارير، فإن خبراء السلامة الجوية كانوا يركزون على السبب المحتمل لانفجار الطائرة بعد اصطدامها بجدار مصمم لتوجيه الطائرة عند الهبوط. كان هذا الجدار شديد الصلابة ويقع بالقرب من نهاية المدرج، مما قد يكون ساهم في زيادة حدة الحادث. لا يزال الغموض يحيط بقرار الطيار بشأن محاولة الهبوط الثانية بعد إبلاغه بتعرض الطائرة لسرب طيور وإعلان حالة الطوارئ. هذه القرارات القريبة من وقت الحادث تعد من بين العوامل الرئيسية التي يحاول المحققون فهمها بشكل أفضل. الحادث، الذي أسفر عن مقتل 179 شخصًا، يعد من أسوأ الكوارث الجوية التي شهدتها كوريا الجنوبية على أراضيها. وفقًا للشهادات المتاحة، هبطت الطائرة القادمة من بانكوك بطريقة غير سليمة على مدرج المطار، مما أدى إلى اصطدامها بالجدار ثم انفجارها وتعرضها لحريق هائل.