في إطار تعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد في مجال التمويل الرقمي، أطلقت سلطة دبي للخدمات المالية برنامجًا جديدًا يتيح لشركات التكنولوجيا المالية اختبار حلولها الاستثمارية المرمّزة ضمن بيئة تنظيمية آمنة. هذا البرنامج، الذي يأتي امتدادًا لإطار رخصة اختبار الابتكار، يهدف إلى تسهيل دخول الشركات الناشئة إلى السوق من خلال توفير الدعم التنظيمي اللازم. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الإمارة إصدار تراخيص مهمة لشركات مثل ريبل وسيركل، مما يعزز مكانة دبي كوجهة جذب للأعمال المتعلقة بالعملات الرقمية.
في يوم 17 مارس 2025، وفي قلب مركز دبي المالي العالمي، تم الإعلان عن بيئة اختبار تنظيمية جديدة خاصة بالتوكنات. هذه الخطوة جاءت لتوفير فرص للمؤسسات الناشئة الراغبة في تطوير وتجربة حلول استثمارية مبتكرة دون الحاجة إلى الحصول على الترخيص الكامل فورًا. ومن خلال هذه البيئة، يمكن للشركات إصدار وتداول وحفظ الأصول المرمّزة مثل الأسهم والسندات تحت إشراف مباشر من الجهات التنظيمية. كما تُتاح الفرصة أمام الشركات المختارة للحصول على الدعم اللازم لتطوير عملياتها والانتقال إلى مرحلة العمليات السوقية الكاملة.
على صعيد أوسع، تعكس هذه المبادرة التزام دبي بتوسيع نطاق منظومتها الخاصة بالأصول الرقمية. فقد حصلت شركة ريبل مؤخرًا على أول ترخيص لها في المنطقة، مما يمكّنها من تقديم خدمات الكريبتو بشكل رسمي. بينما حصلت شركة سيركل على ترخيص مشابه لتشغيل عملتي USDC وEURC. وفي يناير، تم توقيع اتفاقية بقيمة مليار دولار بين شركة مانترا ومجموعة داماك لتحويل عقارات إلى توكنات رقمية، مما يعكس الثورة التي تشهدها الأسواق المالية التقليدية.
من خلال هذا البرنامج، تسعى دبي إلى تعزيز التعاون بين الجهات التنظيمية والمبتكرين، مما يساهم في تسريع نمو القطاع المالي الرقمي بطريقة آمنة وفعالة.
ما زالت التوجهات المستقبلية لهذا النموذج واعدة للغاية، حيث يُتوقع أن يؤدي إلى اعتماد أوسع لمثل هذه المختبرات التنظيمية حول العالم.
من منظور صحفي، يبدو أن دبي قد أصبحت نموذجًا يحتذى به في كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار التنظيمي وتعزيز الأمن المالي. هذه المبادرات لا تظهر فقط التزام المدينة بتقنيات المستقبل، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية الحوار المستمر بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق تقدم مستدام في مجال التمويل الرقمي.