في يوم حزين، حرص حراس كارتر على الإمساك بالنعش بأيد ثابتة أثناء نقله من مركز فويب سامتر الطبي إلى السيارة التي كانت في انتظارها. هذا المشهد البليغ كان بمثابة تجسيد للوفاء والإخلاص اللذين تميز بهما هؤلاء الرجال طوال سنوات طويلة من الخدمة. رغم مرور الوقت وكبير سنهم، ظلوا ملتزمين بكل التفاصيل الدقيقة، مما أضاف بعدًا عاطفيًا عميقًا لهذا الحدث التاريخي.
بعد ذلك، واصل الحراس إمساكهم بالسيارة وهي تغادر ببطء، معبّرين عن التزامهم المستمر تجاه الرجل الذي قاد البلاد في فترة حاسمة من تاريخها. هذا السلوك ليس فقط دليلًا على الاحترام العميق الذي يكنونه لكارتر، بل أيضًا على الروح العسكرية التي تربوا عليها خلال خدمتهم في الجهاز السري.
انطلق الموكب الجنائزي من المركز الطبي بالقرب من منزل كارتر في مسقط رأسه بمدينة بلينز، متوجهًا نحو أتلانتا حيث كانت مراسم التكريم في انتظارها. خلال هذه الرحلة، توقف الموكب في مواقع مهمة تعكس حياة الرئيس وأعماله. فقد مرت السيارات بالقرب من محطة القطار التاريخية التي كانت نقطة تحول في حملته الرئاسية، مما أعاد للأذهان ذكريات تلك الأيام المفعمة بالأمل والطموح.
كان الطريق مليئًا بالمواطنين الذين تجمعوا حاملين الأعلام الأمريكية، معبّرين عن حزنهم وتقديرهم للرئيس الراحل. هذا الحضور الجماهيري الكبير أظهر مدى التأثير الذي تركه كارتر على المجتمع الأمريكي وكيف أصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البلاد الحديث.