الفرنك السويسري يعزز مكانته كملاذ آمن وسط تراجع الدولار الأمريكي

Apr 17, 2025 at 6:44 AM

تشهد أسواق العملات تحركات غير مسبوقة، حيث يسعى زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري لاستعادة بعض خسائره الأخيرة بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له منذ عام 2011. في الوقت الذي يواجه فيه الدولار ضغوطًا بسبب التوترات التجارية المستمرة والسياسات الاقتصادية الأمريكية، يستفيد الفرنك السويسري من دوره التقليدي كأصل ملاذ آمن. تصاعدت هذه الضغوط مع إعلان الولايات المتحدة عن تحقيق جديد يتعلق بفرض رسوم جمركية محتملة على قطاعات رئيسية مثل النحاس وأشباه الموصلات، مما يزيد من حدة النزاع التجاري العالمي. وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل طفيف مدفوعاً بأرقام إنفاق قوية، فإن الفرنك السويسري واصل تعزيز مكانته بين العملات الرئيسية.

تفاصيل الأداء المالي والتغيرات السياسية المؤثرة

في ظل أجواء مليئة بالتقلبات خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الخميس، يحاول زوج العملات الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري استعادة قوته حول مستوى 0.8160، بعد أن تعرض لأدنى مستوى له عند حوالي 0.8099 منذ سبتمبر 2011. هذا الانخفاض يأتي نتيجة الرياح المعاكسة التي يواجهها الدولار الأمريكي بسبب حالة الغموض المستمرة بشأن السياسات التجارية والاقتصادية للولايات المتحدة. بينما يعاني الاقتصاد الأمريكي من هذه الضغوط، يشهد الفرنك السويسري ارتفاعًا كبيرًا، حيث أصبح أحد أكثر العملات العالمية قوة بنسبة زيادة بلغت أكثر من 7% منذ إعلان الرسوم الجمركية في أوائل أبريل.

على الجانب الآخر، يبدو أن المستثمرين يتوجهون بشكل متزايد نحو الفرنك السويسري كوسيلة لحماية أصولهم وسط التوترات الدولية المتزايدة. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع السريع للفرنك قد أثار قلق البنك الوطني السويسري بسبب تعزيزه للضغوط الانكماشية داخل البلاد. ونتيجة لذلك، بدأت التكهنات تدور حول احتمالية إعادة النظر في أسعار الفائدة السلبية، وذلك في محاولة لتخفيف هذه الضغوط دون الوقوع تحت نقد واشنطن.

في الوقت نفسه، سجلت بيانات الاقتصاد الأمريكي أداءً قوياً في مارس، حيث شهدت مبيعات التجزئة زيادة بنسبة 1.4%، وهو ما يعكس صلابة الإنفاق المحلي رغم التحديات العالمية.

من جهة أخرى، تشير التطورات إلى أن التوترات التجارية لا تزال تمثل عامل عدم استقرار رئيسي في الأسواق المالية العالمية.

من وجهة نظر صحافية، تبرز أهمية هذا التقرير في تسليط الضوء على كيف يمكن للأحداث السياسية والاقتصادية أن تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأسواق المالية. كما يوضح التقرير أهمية التنويع في الاستثمارات والاستجابة الحكيمة للتغيرات العالمية. يبدو أن المستثمرين يتعلمون درساً هاماً حول أهمية اختيار الأصول الأكثر استقراراً في أوقات الشدة الاقتصادية، وهو ما يعزز الثقة في العملات ذات السمعة القوية مثل الفرنك السويسري.