شهدت الأسواق المالية انتعاشًا ملحوظًا للدولار الأسترالي خلال الأيام القليلة الماضية، مدفوعًا بنتائج إيجابية من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين. حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصيني نموًا غير متوقع وصل إلى 50.5 في شهر مارس، وهو ما يعكس استقرارًا اقتصاديًا محتملاً بعد فترة من التراجع. هذا النمو ليس فقط علامة على تعافي الاقتصاد الصيني، بل يشير أيضًا إلى زيادة الطلب العالمي على السلع والخدمات، مما يعزز ثقة المستثمرين في العملات المرتبطة بالسلع مثل الاسترالي.
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، يظل هناك قلق بشأن استمرارية هذا التعافي في ظل غموض السياسات التجارية الدولية. فبينما يعتمد الاقتصاد الأسترالي بشكل كبير على الصادرات للصين، إلا أن أي توترات تجارية جديدة قد تؤدي إلى ضغط هبوطي على العملة الوطنية. لذلك، يجب مراقبة أي تصريحات أو قرارات قد تصدر عن الحكومات الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، التي قد تؤثر على حركة الأسواق.
مع دخول الأسبوع الثاني من أبريل، تتجه أنظار المستثمرين نحو البنك المركزي الأسترالي الذي من المتوقع أن يعلن قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الثلاثاء. وعلى الرغم من التوقعات بأن البنك سيبقي على معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية، إلا أن أي تغيير أو حتى تلميح بإمكانية تعديل السياسات النقدية قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في قيمة العملة.
من جهة أخرى، فإن بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكي التي ستُصدر لاحقًا في نفس اليوم قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي. إذا جاءت البيانات الأمريكية أقل من التوقعات، فقد يعزز ذلك من فرص صعود الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي، والعكس صحيح. وبالتالي، فإن كل كلمة أو رقم سيُعلن قد تكون له تداعيات مباشرة على الأسواق المالية العالمية.
من الناحية الفنية، يبدو زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي محصورًا داخل نمط مثلث متماثل على الرسم البياني اليومي، مما يشير إلى حالة من التردد بين المشترين والبائعين. وعلى الرغم من وجود بعض الإشارات الإيجابية مثل تعافي مؤشر القوة النسبية إلى مستوى الوسط، إلا أن السعر لا يزال تحت المتوسط المتحرك الأسي لـ 100 يوم، مما يعزز من احتمالية استمرار الاتجاه الهابط في المستقبل القريب.
في حال اختراق الزوج المستوى الصاعد عند 0.6330، قد يؤدي ذلك إلى دفع السعر نحو مستويات أعلى مثل 0.6355 و0.6375، وهي نقاط مقاومة مهمة تمثل الحد العلوي للمثلث المتماثل. أما إذا انخفض السعر وأغلق تحت مستوى الدعم الأول عند 0.6262، فقد يؤدي ذلك إلى تسارع الانخفاض نحو مستويات 0.6225 و0.6186، وهي نقاط حرجة قد تحدد مستقبل العملة في الأشهر القادمة.