شهدت الأسواق المالية تحركات ملحوظة يوم الثلاثاء مع استمرار انخفاض الين الياباني أمام نظيره الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي. هذا الانخفاض دفع الزوج إلى أعلى مستوياته في أسبوعين فوق منتصف 149.00 خلال الجلسة الآسيوية. يأتي هذا التطور نتيجة مجموعة من العوامل، بما في ذلك التدابير الصينية لتحفيز الاستهلاك المحلي والآمال المرتبطة باتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا قبل القمة المنتظرة بين الرئيسين ترامب وبوتين. ومع ذلك، فإن التوقعات القوية بأن بنك اليابان سيواصل رفع أسعار الفائدة هذا العام قد تمنع المزيد من الهبوط الحاد للين.

تفاصيل التقرير

في يوم مليء بالتقلبات، شهدت العملة اليابانية ضغوطًا هبوطية واضحة بسبب توجه المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية. جاء هذا التحرك بعد إعلان خطط صينية جديدة لدعم الاقتصاد المحلي، مما أثار تفاؤلاً بشأن تعافي الاقتصاد العالمي. بالإضافة إلى ذلك، أثرت آمال السلام الأوكراني بشكل إيجابي على المعنويات العالمية، مما قلل من جاذبية الين كملاذ آمن.

على الرغم من هذه الضغوط، يبقى الين محميًا بفضل السياسات النقدية المحتملة لبنك اليابان، الذي قد يرفع أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة بناءً على النتائج الإيجابية للمفاوضات الخاصة بأجور الربيع. كما أن التضييق الأخير في فارق الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، مع توقعات بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة عدة مرات هذا العام، قد يحد من خسائر الين العميقة.

من الناحية الفنية، يبدو أن الاختراق فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ100 فترة على الرسم البياني لمدة أربع ساعات يعزز موقف المشترين. إذا استمرت القوة، فقد تستهدف العملة اليابانية مستوى 150.00 النفسي. ومع ذلك، ستواجه أي زيادة مقاومة قوية عند حوالي 150.75-150.80.

أما من الجانب السفلي، فإن المناطق حول 149.20 و149.00 و148.80 تعمل كدعم مؤقت. إذا انخفض الزوج دون هذه المستويات، فقد يؤدي ذلك إلى اختبار مستوى الدعم عند 148.25-148.20، وحتى 148.00 في حالة استمرار الهبوط.

يمكن اعتبار هذه التحركات مؤشراً على أهمية القرارات النقدية التي ستصدر عن بنوك مركزية رئيسية مثل بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأيام المقبلة.

من وجهة نظر المحللين، يعكس هذا التقرير أهمية فهم الديناميكيات الاقتصادية العالمية وكيف يمكنها أن تؤثر على العملات الرئيسية. يجب على المتداولين التركيز على المؤشرات الفنية والإعلانات السياسية الكبرى لتحديد استراتيجياتهم المستقبلية. هذه التقلبات تبرز أهمية المرونة والتخطيط الدقيق في الأسواق المالية المتغيرة باستمرار.