ارتفاع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي وسط تطورات اقتصادية وسياسية

Apr 21, 2025 at 4:51 AM

شهدت الأسواق المالية خلال جلسة التداول الآسيوية المبكرة يوم الاثنين صعودًا ملحوظًا لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، حيث اقترب من مستوى 1.3350. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بضعف العملة الأمريكية نتيجة تصاعد المخاوف بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قد تؤدي إلى ركود اقتصادي. في سياق آخر، ناقش رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع ترامب محادثات تجارية مستمرة بين البلدين بعد فرض واشنطن تعريفات إضافية على السلع البريطانية. هذه التطورات أثرت بشكل مباشر على أداء العملات الرئيسية وعززت التوقعات حول مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.

أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أول اتصال رسمي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ فرض الولايات المتحدة تعريفات جديدة على المنتجات البريطانية. أكد المسؤولون في داونينج ستريت أن المحادثات كانت "مستمرة ومثمرة"، حيث ركز الجانبان على أهمية تعزيز التجارة الحرة والمفتوحة بين البلدين. عبر ستارمر عن التزامه بحماية المصالح الوطنية بينما يسعى لتحقيق توازن بين التعاون التجاري والحفاظ على السيادة البريطانية.

من جهة أخرى، أثارت التعريفات الأمريكية الأخيرة بنسبة 10% على السلع البريطانية و25% على واردات السيارات والصلب والألمنيوم قلق المستثمرين. ومع ذلك، استمرت الأجواء الإيجابية المحيطة بمحادثات التجارة بين البلدين في دعم العملة البريطانية أمام نظيرتها الأمريكية. يبدو أن الأمل في التوصل لاتفاق تجاري شامل يساهم في تعزيز الثقة بالجنيه الإسترليني على المدى القصير.

على الرغم من هذه العوامل الداعمة للإسترليني، قد تؤثر تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الصارمة على قيمة الدولار الأمريكي. فقد أشار جيروم باول، رئيس البنك المركزي الأمريكي، إلى أن تصاعد التعريفات التجارية قد يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم وتقويض النمو الاقتصادي. وأكد باول أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل مراقبة الأوضاع الاقتصادية عن كثب قبل اتخاذ أي قرارات بشأن أسعار الفائدة.

مع استمرار هذه التطورات، يتطلع المتداولون إلى المزيد من المؤشرات التي قد توضح مسار زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في المستقبل القريب. في الوقت الحالي، يعكس السوق توازنًا بين الضغوط الاقتصادية العالمية والتوقعات الإيجابية المرتبطة بالمحادثات التجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة. يبدو أن هذه العوامل ستحدد مستقبل العلاقة بين هاتين العملتين الرئيسيتين.