أثارت التحقيقات التي أجرتها شركة زاك إكس بي تي اهتمام عالم العملات الرقمية بعد الكشف عن شخصية "حوت هايبير ليكويد"، المتداول الذي جمع ملايين الدولارات باستخدام استراتيجيات التداول ذات المخاطر العالية. تبين أن هذا الحوت هو ويليام باركر، رجل يحمل سجلاً حافلاً بالجرائم المالية. استغل باركر الأموال المسروقة من عمليات احتيال وأمن السيبراني لتحقيق مكاسب ضخمة في السوق الرقمية. كما كشف التحقيق عن ارتباطه بمجموعة من المنصات المشبوهة وشبكات القرصنة الإلكترونية، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه قطاع التشفير.
وفقًا للتحقيقات، استخدم باركر تقنيات متقدمة لغسل الأموال المسروقة عبر العديد من المنصات اللامركزية والبورصات الكبرى مثل روبِت، باينانس، وجامدوم. كان يتمتع بقدرة فائقة على استخدام الرافعة المالية بشكل استراتيجي لتحقيق أرباح كبيرة، حيث استثمر في البيتكوين والإيثريوم قبل الإعلان عن سياسات رئيسية مرتبطة بالتشفير. بالإضافة إلى ذلك، نجح في تحقيق مكاسب إضافية من خلال صفقات البيع القصيرة مع رافعة مالية عالية.
تاريخياً، يعود سجل باركر الإجرامي إلى أكثر من عشر سنوات، حيث تورط في عدة عمليات احتيال في المملكة المتحدة منذ أوائل عام 2010. اعتُقل العام الماضي في فنلندا بعد سرقة مليون دولار من كازينوهين باستخدام ثغرات أمنية. وبعد ذلك، عمل على غسل الأموال عبر شبكة معقدة من المنصات اللامركزية، مما أتاح له دخول عالم العملات الرقمية بطريقة غير مشروعة.
على الرغم من هذه الاستراتيجيات المعقدة، أكدت زاك إكس بي تي أن الهجمات الإلكترونية أصبحت أكثر شيوعاً في قطاع التشفير، حيث تتعرض بعض البروتوكولات اللامركزية للاختراق بسبب ضعف أنظمتها الأمنية. كما انتقدت الشركة آليات KYC وKYT، مشيرة إلى أنها لا توفر الحماية الكافية ضد الجرائم الإلكترونية، بل تعيق المستخدمين الشرعيين بدلاً من ذلك. وكشف التقرير عن دور مجموعات القرصنة الكورية الشمالية في غسل مليارات الدولارات عبر هجمات إلكترونية معقدة.
في الوقت الحالي، تم تجميد الأموال غير المشروعة الخاصة بباركر، لكن مستقبله القانوني لا يزال غير واضح. ومع ذلك، فإن هذه القضية تسلط الضوء على أهمية تعزيز الأمن السيبراني في قطاع العملات الرقمية لحماية المستخدمين من المخاطر المتزايدة.