تعد معايير الامتثال التنظيمي من الركائز الأساسية لهذه الشراكة الاستراتيجية. حيث تعمل الهيئة المسؤولة عن التسجيل في سوق أبوظبي بالتعاون الوثيق مع فريق تشين لينك على تصميم إطار شامل يضمن الالتزام الكامل بقوانين الأصول الرقمية. هذا الإطار ليس مجرد أداة تنظيمية بل هو جسر يربط بين العالم التقليدي والتكنولوجي الحديث، مما يوفر بيئة عمل واضحة ومفتوحة أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
أكد حمد سيف المزروعي، الرئيس التنفيذي للهيئة المسؤولة عن التسجيل في سوق أبوظبي، أن الشراكة تركز بشكل خاص على تطوير أدوات قادرة على مواكبة التطور السريع في مجال التكنولوجيا المالية. وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطط أوسع لجعل أبوظبي وجهة أولى للمستثمرين الذين يبحثون عن استقرار وثقة عالية في المعاملات المالية.
لم تتوقف رؤية الشراكة عند حدود البلوكشين فقط، بل امتدت لتشمل تقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. تسعى هذه الجهود إلى إنشاء نظام متكامل قادر على إدارة البيانات الضخمة بطريقة أكثر كفاءة وأمانًا. كما يتم التركيز على تطوير حلول ذكية تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من دمج هذه التقنيات المتقدمة ضمن عملياتها اليومية دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.
أشارت أنجي والكر، رئيسة الخدمات المصرفية ورأس المال في تشين لينك لابز، إلى أن هذه الرؤية المشتركة تفتح آفاقًا جديدة أمام التعاون الدولي، حيث يمكن لمجتمع الأعمال الاستفادة من البنية التحتية القوية التي توفرها أبوظبي بالإضافة إلى الخبرات الفنية التي تمتلكها تشين لينك.
في إطار التوسع العالمي، أعلنت مجموعة سيفيورا، وهي واحدة من أكبر شركات إدارة الأصول في سنغافورة، عن افتتاح أول مكتب لها في الشرق الأوسط داخل سوق أبوظبي العالمي. يعتبر هذا القرار انعكاسًا واضحًا لثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاقتصادية والاستثمارية التي توفرها أبوظبي. وسيقود صادق حسين، خبير الأسواق المالية، هذه العمليات الجديدة بهدف تعزيز العلاقات مع الشركاء المحليين وتطوير منتجات استثمارية مبتكرة.
تركز مجموعة سيفيورا على تقديم خدمات استثمارية شاملة تشمل كل من الأسواق العامة والخاصة. وتسعى الشركة إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها منطقة الخليج العربي، خاصة في ظل النمو المطرد لقاعدة المستثمرين المحليين والدوليين الذين يبحثون عن فرص مربحة ومستدامة.
تشهد منطقة الشرق الأوسط اهتمامًا متزايدًا بترميز الأصول الرقمية، مما يعكس التحول الكبير الذي يحدث في القطاع المالي. يُنظر إلى هذه العملية كوسيلة فعالة لتحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف المرتبطة بالمعاملات التقليدية. كما أنها تتيح للمستثمرين الوصول إلى أسواق جديدة كانت غير متاحة في السابق.
تؤكد هذه الاتجاهات أننا نعيش في مرحلة حرجة من التحول الرقمي، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي. ومع استمرار الجهود لتطوير الأطر التنظيمية المناسبة، يتوقع أن نرى المزيد من الابتكارات التي ستغير شكل الاقتصادات الحديثة بشكل جذري.