حملات إلكترونية شرسة تستهدف مطوري العملات الرقمية

Apr 25, 2025 at 4:19 AM

أفادت تقارير جديدة بأن مجموعة قراصنة مرتبطة بكوريا الشمالية نفذت هجمات سيبرانية متقدمة على المطورين في مجال العملات الرقمية داخل الولايات المتحدة. استخدم القراصنة وسائل احتيالية، مثل إنشاء شركات وهمية لنشر البرمجيات الخبيثة، بهدف اختراق الأنظمة والوصول إلى بيانات حساسة. يرتبط هذا النشاط بمجموعة "لازاروس"، المعروفة بأعمالها السيبرانية المدعومة من الحكومة الكورية الشمالية، والتي تهدف إلى جمع الأموال لتمويل برامج التسلح النووي. بالإضافة إلى ذلك، تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أدى إلى مصادرة نطاقات هذه الشركات الوهمية، مما يعكس خطورة هذه الهجمات على الأمن الإلكتروني الدولي.

تعكس هذه الحملات انتهاكًا واضحًا للعقوبات الدولية التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة على كوريا الشمالية. كما أنها تشير إلى مدى تعقيد العمليات الإلكترونية التي تنفذها الدولة باستخدام أساليب خداعية مثل عروض عمل وهمية. وتستخدم الأصول الرقمية المسروقة لتوفير الدعم المالي لتطوير الصواريخ الباليستية، مما يجعل هذه الجرائم تهديدًا مباشرًا للأمن العالمي.

استراتيجيات احتيالية لاختراق الأنظمة الأمريكية

كشفت التحقيقات عن استخدام تقنيات احتيالية معقدة من قبل قراصنة كوريين شماليين لتنفيذ عملياتهم السيبرانية. تم إنشاء شركات وهمية تعمل كواجهة لنشر برمجيات ضارة تستهدف مطوري العملات الرقمية. من خلال تقديم عروض عمل مزيفة، تمكنت هذه المجموعات من خداع الضحايا لتحميل برمجيات تمنح المخترقين صلاحيات غير مشروعة. وقد أكدت شركة الأمن السيبراني سايلنت بوش أن هذه الشركات كانت تعمل تحت غطاء مسافات جغرافية مختلفة داخل الولايات المتحدة.

أظهرت السجلات العامة أن إحدى الشركات الوهمية، بلوك نوفاس، كانت مسجلة في مكان غير موجود فعليًا في ولاية ساوث كارولينا، بينما كان لديها صلات بشركات أخرى غير مسجلة رسميًا. وفقًا للتقارير، كانت بلوك نوفاس الأكثر نشاطًا بين الشركات الثلاث المستخدمة في هذه العملية، حيث استهدفت عدة ضحايا بطريقة منهجية. تم استخدام هذه الأساليب لجمع معلومات شخصية حول المطورين واستغلالها للوصول إلى محافظ العملات الرقمية الخاصة بهم. يمثل هذا النشاط انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية والسياسات المتعلقة بالعقوبات الاقتصادية ضد كوريا الشمالية.

تهديدات رقمية تدعم برامج التسلح النووية

تشكل الهجمات السيبرانية التي تنفذها كوريا الشمالية تهديدًا كبيرًا للأمن الإلكتروني والعالمي. تسعى هذه الهجمات إلى توفير التمويل اللازم لبرامج التسلح النووي من خلال سرقة الأصول الرقمية. يتم استخدام العائدات المسروقة لتطوير الصواريخ الباليستية وغيرها من الأسلحة المتقدمة، مما يزيد من توتر العلاقات الدولية. يُعتقد أن هذه الأنشطة تتماشى مع استراتيجية أوسع تشمل إرسال خبراء تقنيين إلى الخارج وتحويل الأرباح إلى النظام الحاكم في بيونغ يانغ.

تؤكد التقارير أن كوريا الشمالية لا تتوقف عند حدود معينة في استخدام التكنولوجيا لتحقيق أهدافها العسكرية. على سبيل المثال، تم ربط مجموعة "لازاروس" بهجمات سابقة مثل اختراق شركة أكسي إنفينيتي عام 2022. هذه العمليات ليست مجرد جرائم إلكترونية، بل هي أدوات استراتيجية تستخدمها الدولة لتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية. يشكل هذا التهديد تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الدولي، الذي يجب عليه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية البنية التحتية الرقمية ومنع تمويل الأنشطة المحظورة.