شهدت الأسواق الآسيوية انخفاضًا في قيمة الين الياباني خلال جلسة يوم الثلاثاء، مما دفع بالزوج بين الدولار الأمريكي والين نحو مستوى 143.00. جاء هذا التحرك بعد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعفاء الإلكترونيات الاستهلاكية من الرسوم الجمركية وإمكانية تقديم إعفاء مؤقت لصناعة السيارات من رسوم بنسبة 25%. ومع ذلك، فإن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يحد من التفاؤل السائد. بالإضافة إلى ذلك، تبقى التوقعات المتعلقة برفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان متناقضة مع سياسة الاحتياطي الفيدرالي التي تميل للتيسير.
من الناحية الفنية، يتوقع أن يواجه الزوج مقاومة عند مستوى 144.00، بينما قد يجد الدعم عند مستويات أدنى مثل 142.00 أو حتى 141.00.
أدت السياسات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة إلى تعزيز المزاج الإيجابي في الأسواق المالية، مما أثر على طلب المستثمرين على الأصول ذات المخاطر المنخفضة مثل الين الياباني. حيث تمثل هذه القرارات تحولًا استراتيجيًا يؤثر بشكل مباشر على حركة العملات العالمية. كما أن التوقعات باتفاقية تجارية محتملة بين واشنطن وطوكيو قد تدعم استقرار الين رغم ضعف العوائد المرتبطة به.
في ظل هذه الديناميكيات، يبدو أن السياسات الأمريكية تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي. قرار ترامب بإعفاء بعض المنتجات الإلكترونية من الرسوم الجمركية أدى إلى تخفيف الضغوط التجارية الحالية، مما عزز الثقة لدى المستثمرين. ومع ذلك، فإن استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى تراجع هذا التفاؤل سريعًا. كما أن تباين السياسات النقدية بين بنك اليابان والاحتياطي الفيدرالي يمثل عاملاً مهمًا يزيد من التعقيدات في السوق. وعلى الرغم من ذلك، تظل آمال التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة مصدرًا للإلهام لبعض المستثمرين الذين يسعون لتحقيق استقرار أكبر في الأسواق.
على المستوى الفني، يبدو أن زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني يواجه تحديات كبيرة عند مستويات المقاومة الرئيسية. إذا تمكن الزوج من كسر حاجز 144.00 بشكل مستدام، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الزخم الصاعد ودفع الأسعار نحو مستويات أعلى مثل 144.50 وحتى 145.00. ومع ذلك، فإن أي هبوط تحت مستوى 143.00 قد يفتح المجال أمام اختبار مستويات الدعم القريبة عند حوالي 142.25.
من الناحية الفنية، يُعتبر مستوى 144.00 نقطة محورية مهمة في تحديد اتجاه السوق المستقبلي. في حالة الاختراق فوق هذا المستوى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدفق كبير لتغطية المراكز القصيرة، مما يعزز من الزخم الصاعد ويدفع الأسعار نحو مستويات نفسيّة مرتفعة مثل 145.00 وربما حتى 146.00. من جهة أخرى، إذا تعرض الزوج لضغوط بيعية أدت إلى كسر مستوى الدعم عند 142.00، فقد يؤدي ذلك إلى تسارع الهبوط نحو مستويات أدنى مثل 141.00 أو حتى 140.00. وبالتالي، فإن التحركات المستقبلية لهذا الزوج ستكون مدفوعة بشكل كبير بالتفاعل بين العوامل الأساسية والفنية في السوق.