شهدت الأسواق المالية تحركات ملحوظة يوم الاثنين مع تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي. في ظل هذه الديناميكية، يبقى الزوج قريباً من مستوى 1.1360 بعد تحقيق ارتفاع خلال الجلستين السابقتين. جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بضعف العملة الأمريكية نتيجة الضغوط المتزايدة الناجمة عن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار القلق بشأن احتمالية حدوث ركود عالمي.
من جهة أخرى، كثفت الصين جهودها الرامية إلى فرض ضغط على واشنطن عبر زيادة التعريفات الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة كبيرة. حيث رفعت بكين الرسوم الجمركية لتصل إلى 125% بدلاً من 84%. جاء ذلك كرد فعل على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى مستويات غير مسبوقة. ومع ذلك، سعت بعض الجهات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي لتخفيف حدة التوتر من خلال تعليق خططها للرسوم الانتقامية لمدة ثلاثة أشهر بهدف تشجيع الحوار البنّاء.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبرز القلق العالمي بشأن السياسات الاقتصادية الحالية. فقد أعرب المستشار الألماني المرتقب فريدريش ميرتس عن مخاوفه من أن تؤدي سياسات ترامب إلى تسريع ظهور أزمة مالية جديدة. وأكد على أهمية التعاون الدولي عبر دعم اتفاقيات تجارية شاملة، مشدداً على ضرورة إلغاء جميع الرسوم الجمركية لتحقيق منفعة مشتركة. وعلى الصعيد المحلي، يعكس انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بشكل متواصل تآكل الثقة بين المستثمرين بسبب المؤشرات الاقتصادية السلبية وتعليقات البنك المركزي التي تشير إلى توقعات متشائمة. يبقى الأمل معقوداً على حل سريع لهذه الخلافات لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي.