أثار الرئيس السابق دونالد ترامب موجة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة حول الصراع الأوكراني الروسي. في مؤتمر صحفي بفلوريدا، عرض ترامب رؤيته للحل الدبلوماسي بين البلدين، بينما وجه انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. جاءت هذه التصريحات وسط توتر متزايد بين واشنطن والدول الأوروبية بشأن نهج الولايات المتحدة تجاه الأزمة. كما أثارت ردود فعل سلبية من الحزبين الأمريكيين.
أعلن الرئيس السابق عن استعداده للمشاركة في محادثات مباشرة مع الجانب الروسي، مما يعكس رغبته في إيجاد حل سريع للأزمة. أوضح أن هذا العرض يأتي في ظل اختلافات واضحة بين الإدارة الأمريكية والحلفاء الأوروبيين حول أفضل طريقة للتعامل مع الصراع. أدى هذا الموقف إلى تعزيز الشكوك حول السياسة الخارجية الأمريكية وإثارة تساؤلات حول مدى فعالية الجهود الدبلوماسية.
أكد ترامب أنه يسعى لتحقيق هدنة سريعة بين روسيا وأوكرانيا، مشددًا على ضرورة إنهاء القتال بأسرع وقت ممكن. ومع ذلك، أشارت تصريحاته إلى وجود خلافات كبيرة مع الدول الأوروبية بشأن النهج الأمثل لتسوية الأزمة. كما أثارت تصريحاته مخاوف من أن الحلول المقترحة قد تكون مواتية بشكل كبير لروسيا، مما يهدد المصالح الأوكرانية. أدى هذا الموقف إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا، حيث عبرت العديد من العواصم الأوروبية عن قلقها من اقتراحات ترامب.
وجه الرئيس السابق انتقادات حادة للرئيس الأوكراني، واصفًا إياه بأنّه "ديكتاتور بلا انتخابات". أثارت هذه التعليقات ردود فعل غاضبة من كلا الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة، خاصة وأن أوكرانيا تحظى بدعم واسع من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. سرعان ما أصبحت هذه التصريحات محور نقاش ساخن في الساحة السياسية الأمريكية.
انتقد زيلينسكي بشدة موقف ترامب، قائلاً إن الأخير "وقع في فخ الدعاية الروسية". من جانبه، حذر نائب الرئيس الأمريكي من مخاطر انتقاد الرئيس الجديد علنًا، مشددًا على أهمية الوحدة في مواجهة التحديات المشتركة. وفي الوقت نفسه، استمر ترامب في هجومه على زيلينسكي، معتبرًا أن أوكرانيا تستخدم الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية. كما انتقد الإنفاق العسكري الأمريكي الكبير في الصراع، معتبرًا أنّه كان بإمكان أوكرانيا تجنب الحرب تمامًا. أثارت هذه التصريحات المزيد من الجدل حول دور الولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية وكيفية تحقيق السلام المستدام في المنطقة.