مع اقتراب إصدار بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر مارس، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تعافياً ملحوظاً، ليصل إلى مستويات قرب 102.60 بعد تسجيله أدنى مستوى له في ستة أشهر عند حوالي 101.25. يعكس هذا التعافي ثقة المستثمرين المتزايدة في الاقتصاد الأمريكي، خاصة مع استمرار المؤشرات الاقتصادية في تقديم أرقام مشجعة رغم التحديات السياسية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال رسومه الجمركية المتبادلة.
تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد حقق نمواً في قطاع العمالة بإضافة حوالي 135 ألف وظيفة جديدة في شهر مارس، وهو رقم أقل من الرقم المسجل في فبراير البالغ 151 ألف وظيفة. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام لا تزال تعكس صحة الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، مما يعزز مكانة الدولار كملاذ آمن للمستثمرين الدوليين.
تأثرت حركة زوج اليورو/الدولار الأمريكي بشكل مباشر بالقرارات السياسية الأخيرة، حيث أدت الإجراءات التجارية للولايات المتحدة إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد الأوروبي. كما أن إعلان الرئيس ترامب عن الرسوم الجمركية المتبادلة دفع المتداولين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وفقًا لأداة CME FedWatch، أصبح هناك احتمال أكبر بأن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة المقبل في يونيو. انخفضت نسبة الثقة في استمرار أسعار الفائدة ضمن نطاقها الحالي بين 4.25% و4.50% إلى حوالي 65.8%، مقارنة بنحو 81.5% قبل أسبوع واحد فقط. يعكس هذا التغير التأثير الكبير الذي تمارسه القرارات السياسية على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
على الرغم من التراجع الأخير، لا تزال النظرة الفنية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي تحمل بعض الإشارات الإيجابية على المدى القصير. استأنف المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يوماً مساره الصاعد، متداولاً حول مستوى 1.0820، مما يشير إلى وجود دعم قوي لهذا المستوى. بالإضافة إلى ذلك، يظل مؤشر القوة النسبية لـ14 يوماً فوق مستوى 60.00، مما يعكس زخمًا صعوديًا نشطًا في السوق.
من جهة أخرى، إذا استمرت الضغوط السلبية على الزوج، فقد تصبح المستويات السابقة عند 1.0955 و1.0850 نقاط دعم رئيسية للعملة الأوروبية. وعلى العكس، فإن اختراق مستوى المقاومة عند 1.1214 سيوفر دعماً إضافياً للمستثمرين المتفائلين بمستقبل اليورو.
بينما ينتظر المستثمرون بشغف إصدار بيانات الوظائف غير الزراعية، فإن التركيز الأكبر يبقى على تأثير هذه البيانات على توقعات التضخم. يعتقد العديد من الخبراء أن أي تغيير كبير في أرقام سوق العمل قد يؤدي إلى تعديلات كبيرة في سياسات البنوك المركزية، خاصة فيما يتعلق بمعدلات الفائدة. ومع ذلك، يبدو أن المستثمرين حالياً أكثر قلقاً بشأن مخاطر التضخم المحتملة بدلاً من معدلات النمو الاقتصادي.
في ظل هذه الظروف، يتوقع العديد من المحللين أن تستمر حركة زوج اليورو/الدولار الأمريكي في التقلبات الحادة، حيث ستتأثر بشكل مباشر بالبيانات الاقتصادية القادمة والقرارات السياسية المستقبلية. لذلك، ينصح المستثمرون بمراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب لتقييم الفرص والاستراتيجيات المناسبة.