شهدت جلسة التداول الأوروبية المبكرة يوم الاثنين انخفاضًا في قيمة زوج العملات بين الدولار الأمريكي والفرنك السويسري إلى مستويات حوالي 0.8790، مدفوعة بضعف العملة الأمريكية. يأتي هذا التراجع نتيجة عدة عوامل، منها تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول الرسوم الجمركية الشاملة التي ستؤثر على جميع البلدان بدلاً من مجموعة صغيرة من الدول ذات الاختلالات التجارية الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الضغوط المرتبطة بإمكانية نشوب حرب تجارية دورًا رئيسيًا في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري.
أدت تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية إلى زيادة القلق لدى المستثمرين، حيث أكد أن الإجراءات الجديدة ستشمل كافة الدول وليس فقط تلك التي تعاني من اختلالات تجارية كبيرة. كما أضافت المخاوف من حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة المزيد من الضغط على الدولار الأمريكي. في الوقت نفسه، أعربت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، عن توقعاتها بخفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام الحالي. ومع ذلك، قد يتم تأجيل هذه الخطوة إذا أظهرت البيانات الاقتصادية قوة كافية أو إذا استغرقت الشركات وقتًا أطول للتكيف مع التغيرات الناجمة عن التعريفات الجمركية.
على الصعيد الجيوسياسي، تزايدت التوترات بشكل لافت بعد استئناف إسرائيل غاراتها الجوية على غزة ونشر قواتها في سوريا، بينما واصلت الولايات المتحدة هجماتها ضد الحوثيين في اليمن. وفي تصريح آخر، أشار ترامب إلى أنه "غاضب" من الرئيس الروسي بوتين بسبب ما يراه تدخلًا روسيًا في الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد ألمح ترامب إلى فرض رسوم ثانوية تتراوح بين 25% و50% على مشتري النفط الروسي إذا استمرت موسكو في موقفها المعارض. كل هذه العوامل تزيد من حالة عدم اليقين وتقوي الطلب على الأصول الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن الفرنك السويسري سيستمر في كونه خيارًا مفضلًا للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية محافظهم من التقلبات العالمية. التوترات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، تعزز مكانة الفرنك السويسري كأحد أكثر العملات استقرارًا في الأسواق المالية الحالية. وبالتالي، يبقى التركيز منصبًا على أي مؤشرات جديدة قد تشير إلى تغييرات محتملة في السياسات الاقتصادية أو الجيوسياسية التي قد تؤثر على حركة العملات الرئيسية.