شهدت أسواق العملات حالة من التقلب خلال جلسة التداول يوم الجمعة، حيث تعافى زوج الدولار الأمريكي/الكندي من أدنى مستوى له في أربعة أشهر. على الرغم من الإجراءات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس ترامب، استقطب الدولار الأمريكي عروضاً للشراء مما دعم مؤشره ليصل إلى مستويات مرتفعة جديدة. مع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وتؤثر سلباً على النمو الاقتصادي. في الوقت نفسه، ينتظر المستثمرون بيانات سوق العمل الأمريكية والكندية بفارغ الصبر، بالإضافة إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يوفر إشارات حول السياسة النقدية المستقبلية.

تعافي الدولار الأمريكي واستمرار التوترات التجارية

على الرغم من الإعلان عن الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وبعض شركائها التجاريين، تمكنت العملة الأمريكية من تعزيز مكانتها أمام العملات الأخرى. استعاد مؤشر الدولار الأمريكي قوته بعد هبوطه الأخير، مدفوعاً بطلبات الشراء القوية. ومع ذلك، فإن التأثير طويل الأمد لهذه الخطوات الحمائية لا يزال محل نقاش، حيث يعتقد العديد من الاقتصاديين أنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتقليل فرص النمو الاقتصادي. يرى الرئيس ترامب أن هذه السياسات ستكون حاسمة لدعم صناعة التصنيع داخل الولايات المتحدة.

في ظل هذه الظروف، يواجه الاقتصاد الأمريكي تحديات متزايدة. بينما تسعى الإدارة الأمريكية لتعزيز الوظائف المحلية عبر فرض رسوم على الواردات، هناك مخاوف بشأن ردود الفعل الدولية والآثار السلبية المحتملة على الشركات الأمريكية والمستهلكين. وقد أدى هذا التوتر إلى حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما أثر على أداء العملات الرئيسية بما في ذلك الدولار الأمريكي والكندي. كما أن المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية تشير إلى وجود ضغوط بيعية إذا لم يتمكن المؤشر من تحقيق ارتفاع مستدام فوق مستوى 40.00.

النظرة الفنية لزوج الدولار الأمريكي/الكندي

من الناحية الفنية، يبدو أن زوج الدولار الأمريكي/الكندي بدأ عملية تعافي من أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر عند 1.4026. اختباره للدعم الأفقي المرسوم من أدنى مستوى في فبراير الماضي يعكس الاهتمام المتزايد بالمستوى النفسي عند 1.4160. كما أن المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم يلعب دوراً مهماً كدعم محتمل عند حوالي 1.4070، مما يعزز فرص استمرار التعافي.

إذا نجح الزوج في كسر أعلى مستوى سابق عند 1.4320، فقد يؤدي ذلك إلى اتجاه صاعد جديد نحو مستويات مقاومة مهمة عند 1.4415 و1.4447. ومع ذلك، فإن السيناريو الهابط ما زال قائماً إذا انخفض الزوج دون أدنى مستوى في ديسمبر عند 1.4020، مما قد يفتح المجال أمام المزيد من الخسائر نحو الدعم النفسي عند 1.4000 وأدنى مستوى في نوفمبر عند 1.3927. بالتالي، فإن التركيز سيكون على البيانات القادمة وخطابات المسؤولين لتحديد الاتجاه المستقبلي لهذا الزوج.