تشهد أسواق العملات العالمية هدوءًا نسبيًا خلال جلسة الجمعة الأوروبية، حيث يتحرك زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي في نطاق ضيق حول مستوى 1.0400. هذا الهدوء يعزى بشكل كبير إلى انخفاض النشاط التجاري بسبب عطلة عيد الميلاد التي أثرت بشكل ملحوظ على حجم التداول.

تأهب للمستثمرين: فرص وتحديات في ظل تقلبات الأسواق المالية

العوامل المؤثرة على قوة الدولار

يبدو أن الدولار الأمريكي يستمد قوته من عدة عوامل رئيسية. في الأشهر الثلاثة الأخيرة، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التضخم، مما دفع الفيدرالي الأمريكي لتعزيز توقعاته للتخفيف التدريجي لسياسته النقدية. هذا الأمر، بدوره، ساهم في تعزيز مكانة الدولار كملاذ آمن للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن توقعات النمو الاقتصادي تحت إدارة الرئيس الحالي تعزز أيضًا ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.بشكل خاص، يشير مؤشر الدولار إلى أنه يتمسك بمستوى الدعم الرئيسي عند 108.00، مما يعكس استمرار القوة النسبية للعملة الأمريكية. هذه القوة تأتي رغم الصعوبات التي يواجهها زوج اليورو مقابل الدولار في تحديد اتجاه واضح له. مع استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية، يتوقع الكثيرون أن تظل العملة الأمريكية في موقع متميز في الأسواق المالية العالمية.

توقعات الفائدة وأثرها على الأسواق

وفقًا لأحدث البيانات، يتوقع الفيدرالي الأمريكي وصول سعر الفائدة إلى 3.9% بحلول نهاية عام 2025. هذا التوقع يشير إلى أن هناك فرصة لخفضين فقط في سعر الفائدة خلال العام المقبل، بدلاً من أربعة كما كان متوقعًا سابقًا. هذه الخطوة قد تكون ذات أهمية كبيرة للمستثمرين والمحللين على حد سواء، حيث يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جذرية في استراتيجيات الاستثمار وتقييم الأصول المالية.إلى جانب ذلك، تأثرت طلبات إعانة البطالة الأمريكية بشكل إيجابي، حيث انخفضت إلى 219 ألف، وهو أقل بكثير من التوقعات التي كانت عند 224 ألف. هذا الانخفاض يعكس تحسنًا في سوق العمل الأمريكي، مما يزيد من الثقة في الاقتصاد ويعزز قيمة الدولار. ومع ذلك، يجب النظر إلى هذه الأرقام بحذر، حيث يمكن أن تكون مؤقتة وقد تتغير مع مرور الوقت.

التقلبات المتوقعة في زوج اليورو مقابل الدولار

يشهد زوج اليورو مقابل الدولار تقلبات محدودة فوق أدنى مستوى له في عامين عند 1.0335. يظهر المتوسط المتحرك البسيط عند مستويات 1.0464 و1.0588 استمرار الاتجاه الهبوطي، مما يشير إلى أن الزوج قد يشهد المزيد من الهبوط في المستقبل القريب. في حالة كسر مستوى الدعم عند 1.0330، قد ينخفض السعر نحو 1.0200، مما يشكل نقطة تحول محتملة في السوق.على الجانب الآخر، تشكل منطقة 1.0500 مقاومة رئيسية، حيث يصعب على الزوج اختراقها بدون وجود عوامل قوية تدفعه صعودًا. مؤشر القوة النسبية (RSI) يتحرك بالقرب من المستوى 40، مما يشير إلى أن الزوج لا يزال ضمن نطاق تداوله العادي ولا يوجد خطر فوري على استقراره. ومع ذلك، يجب على المتداولين الانتباه إلى أي تغيرات مفاجئة في البيانات الاقتصادية أو السياسات النقدية التي قد تؤثر على أداء الزوج.