شهدت الولايات المتحدة تراجعاً كبيراً في قطاع التجزئة خلال عام 2025، حيث تعرضت العديد من العلامات التجارية الكبرى لإغلاقات واسعة النطاق أو إعلانات الإفلاس. هذه الأزمة جاءت نتيجة لتزايد الضغوط الاقتصادية وتغير الأنماط الاستهلاكية، مما دفع شركات مثل فوريفر 21 وبارتي سيتي وجو-آن فابريكس إلى تقليص عملياتها بشكل كبير. الانتعاش المحدود بعد جائحة كورونا والتحول المتزايد نحو التجارة الإلكترونية كان لهما دور محوري في هذا المشهد.
خلال العام المذكور، بدأت موجة الإغلاق مع اضطرابات كبيرة في سلسلة المتاجر والمطاعم. على سبيل المثال، أغلقت شركة فوريفر 21 أكثر من 200 فرع داخل البلاد بسبب المنافسة الشرسة التي واجهتها من المتاجر الإلكترونية. كما أن بارتي سيتي لم تكن بأحسن حال، إذ أغلقت حوالي 700 فرع بعد تقديم طلب إفلاسها الرسمي، وذلك بسبب انخفاض الطلب على مستلزمات الحفلات وارتفاع التكاليف التشغيلية. أما بالنسبة لشركة جو-آن فابريكس، فقد أعلنت عن إغلاق نحو 800 موقع بسبب التحول الكبير في أنماط الشراء لدى المستهلكين الأمريكيين الذين أصبحوا يفضلون التسوق الإلكتروني.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت شركات أخرى مثل هوتيرز وكولز وأدوانس أوتو بارتس بهذه الأوضاع الصعبة. هوتيرز، وهي سلسلة مطاعم مشهورة، واجهت صعوبات تشغيلية كبيرة، مما دفعها إلى تقديم طلب إفلاس رسمي. بينما قامت شركة كولز بإغلاق عشرات المتاجر خلال أبريل 2025 ضمن خطتها لإعادة الهيكلة. أما أدوانس أوتو بارتس، فقد خططت لإغلاق مئات الفروع بهدف تنفيذ استراتيجية شاملة لإصلاح الأعمال.
من جهة أخرى، تعاني الشركات الكبرى مثل مايز من ضغوط كبيرة لتغيير استراتيجياتها. الشركة أعلنت عن إغلاق 66 متجرًا في 22 ولاية، مع التركيز على استثمارات جديدة في المتاجر الأصغر حجمًا وأكثر مرونة، بالإضافة إلى تحسين خدماتها الرقمية. هذه الخطوات تأتي في ظل تحديات عالمية مثل ارتفاع تكاليف التشغيل والتضخم، وتغير الأنماط الاستهلاكية بعد الجائحة، والاعتماد المتزايد على الإنترنت كوسيلة للتسوق.
مع نهاية العام، برزت أهمية الابتكار والتحول الرقمي في قطاع التجزئة الأمريكي. الشركات التي نجحت في مواكبة التغيرات السريعة في السوق واستثمرت في الحلول الرقمية كانت الأكثر قدرة على النجاة من هذه الأزمة. فيما تبقى الشركات التقليدية التي رفضت التكيف مع التغيرات معرضة للخطر المستمر في المستقبل القريب.