أعربت إيران عن مواقفها الحازمة تجاه المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات المفروضة عليها. أكد عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، على ضرورة المفاوضات لرفع العقوبات، لكنه شدد على أن هذه المفاوضات يجب أن تجري بعيدًا عن سياسة الضغط القصوى. هذا الموقف جاء بعد دعوة المرشد الأعلى علي خامنئي الحكومة إلى عدم التفاوض مع واشنطن، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون خطوة متهورة بناءً على الخبرة السابقة في التعامل مع الولايات المتحدة.
في يوم السبت، صرح عراقجي بأن رفع العقوبات يتطلب حوارًا دبلوماسيًا، ولكنه أشار إلى أن هذا الحوار يجب أن يتم في إطار من الاحترام المتبادل وليس تحت ضغط أو تهديد. هذه الرسالة جاءت استجابة للدعوات المتكررة من الإدارة الأمريكية لإجراء محادثات حول برنامج إيران النووي. يذكر أن إيران كانت قد وافقت على اتفاق نووي عام 2015 مع عدة دول كبرى، ولكن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 خلال فترة رئاسة دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات صارمة على طهران. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات جديدة على شبكة تهريب النفط الإيراني إلى الصين. هذا القرار زاد من تعقيد الموقف وأدى إلى تعميق الشكوك لدى الجانب الإيراني حول جدية الولايات المتحدة في المفاوضات.
من وجهة نظر المحللين، يبدو أن الموقف الإيراني يعكس حذرًا كبيرًا تجاه أي خطوات قد تؤدي إلى تنازلات غير متكافئة. كما يبرز أهمية بناء الثقة بين البلدين قبل بدء أي محادثات جادة، خاصة وأن التاريخ الحديث مليء بالوعود التي لم تتحقق. يبقى السؤال المطروح هو كيف يمكن تحقيق تقدم حقيقي في العلاقات بين البلدين رغم كل هذه المعوقات؟