يشهد زوج الدولار الأمريكي مقابل الكندي تحركات متقلبة مع استمرار الضغوط الهابطة التي تسيطر على الأسواق. حيث يواجه الزوج صعوبة في تحقيق ارتداد مستدام، وسط ضعف عام للدولار الأمريكي بسبب تصريحات الرئيس ترامب المثيرة للجدل حول التعريفات التجارية واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تراجع أسعار النفط وتوقعات الركود الاقتصادي العالمي نتيجة النزاعات التجارية قد أثرت سلبًا على العملة الكندية المرتبطة بالسلع. من جهة أخرى، فإن التحليل الفني يشير إلى استمرار الزخم الهابط مع اختراق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم، مما يعزز توقعات الانخفاض.
تُظهر المؤشرات الحالية أن السياسات الاقتصادية والسياسية الصادرة عن الولايات المتحدة تؤثر بشكل كبير على أداء زوج الدولار الأمريكي/الكندي. فقد أدت تصريحات ترامب المتقلبة بشأن التعريفات الجمركية إلى زعزعة الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ما انعكس على قيمة الدولار كملاذ آمن. كما أن الهجوم المستمر على رئيس الاحتياطي الفيدرالي زاد من حالة عدم اليقين حول استقلالية البنك المركزي، مما عزز الضغوط الهابطة على العملة الأمريكية.
على الرغم من محاولات بعض المستثمرين لشراء الزوج عند مستوياته المنخفضة، إلا أن هذه المحاولات تبقى محدودة بسبب غياب الدعم القوي للدولار الأمريكي. يبدو أن الأسواق تنتظر المزيد من الإشارات السياسية والاقتصادية لتوضيح الاتجاه المستقبلي. ومع استمرار ضعف الدولار قرب أدنى مستوى له منذ أبريل 2022، فإن هذا العامل يزيد من فرص استمرار الهبوط، خاصة إذا لم تظهر أي مؤشرات إيجابية قريبة.
من منظور فني، يبدو أن الزوج يتجه نحو مزيد من الخسائر بعد اختراقه تحت المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم، وهو ما يعتبر إشارة هبوطية قوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤشرات الفنية على الرسم البياني اليومي تشير إلى استمرار الزخم السلبي، مما يجعل الاتجاه الأقل مقاومة هو الهبوط. وبالتالي، فإن أي محاولة للاستعادة قد تواجه ضغوط بيع عند مستويات قريبة من منتصف 1.3800.
في حال استمرار الضعف وانخفض الزوج دون أدنى مستوى سابق عند حوالي 1.3780، فإن هذا قد يؤدي إلى تسارع الهبوط نحو مستويات دعم جديدة مثل 1.3750 و1.3745، بل وحتى نحو منطقة 1.3700 أو أقل. ومع ذلك، إذا ظهرت شراء متواصلة، فقد تتمكن الأسعار من تحقيق ارتداد مؤقت نحو مستويات 1.3900 و1.3950، لكنها ستظل عرضة للتلاشي قرب حاجز النفسي عند 1.4000 أو المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم. لذلك، فإن التوقعات المستقبلية تعتمد بشكل كبير على التطورات الاقتصادية والسياسية القادمة.