الدولار الأسترالي يعزز مكاسبه مع تحسن المخاطر التجارية

Apr 14, 2025 at 5:31 AM

شهدت الأسواق يوم الاثنين ارتفاعاً في قيمة الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي، مدفوعاً بتحسن الأجواء الإيجابية المرتبطة بالمخاطر الاقتصادية. جاء هذا التحرك بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تعديلات على السياسات الجمركية المتعلقة بالصين، حيث قرر الحفاظ على الرسوم الجمركية القائمة عند نسبة 20% بدلاً من زيادة هائلة كانت متوقعة سابقاً. هذه الخطوة أثرت بشكل مباشر على أسواق العملات العالمية وعززت مكانة الدولار الأسترالي الذي يستفيد أيضاً من أسعار السلع القوية. ومع ذلك، لا تزال التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد العالمي، خاصة بالنسبة لأستراليا التي تعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى السوق الصيني.

ارتفاع الطلب التجاري يدعم الاقتصاد الصيني رغم التحديات

في ظل المشهد الاقتصادي المعقد، سجل الميزان التجاري الصيني خلال شهر مارس ارتفاعاً ملحوظاً بلغ حوالي 736.72 مليار يوان، وهو ما يعكس نمواً كبيراً مقارنة بشهر فبراير البالغ 122 مليار يوان. وبالنسبة لقيمة الميزان التجاري بالدولار الأمريكي، فقد تجاوز الفائض التوقعات ليصل إلى 102.6 مليار دولار، مما يشير إلى استمرار القوة الاقتصادية للصين رغم البيئة التجارية الصعبة. ومع ذلك، أعربت الإدارة العامة للجمارك الصينية عن قلقها بشأن التحديات المستقبلية، مؤكدة أن الظروف الخارجية تبقى "معقدة". وعلى الرغم من هذه الصعوبات، أكدت الصين التزامها بتنفيذ خطط شاملة لتعزيز سيادتها الوطنية وأمنها الاقتصادي.

على صعيد العملات، يواصل زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي التداول حول مستوى 0.6300، مع مؤشرات تقنية تشير إلى اتجاه صعودي معتدل. وقد يهدف الزوج إلى اختراق مستوى المقاومة النفسي عند 0.6400 أو حتى أعلى مستوياته في الأشهر الأخيرة عند 0.6408. أما إذا انخفض السعر تحت المتوسط المتحرك الأسي لخمسين يوماً، فقد يؤدي ذلك إلى تآكل الهيكل الصاعد قصير المدى، مما قد يدفع العملة نحو مستويات دعم أدنى عند 0.5900.

من جانب آخر، يبدو أن التطورات التجارية الأخيرة قد خففت بعض الضغوط على الاقتصاد العالمي، لكنها لم تحل المشكلة الأساسية المتعلقة بالتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.

يمكننا القول إن التغيرات الأخيرة في السياسات التجارية الأمريكية أحدثت تأثيراً ملموساً على الأسواق المالية العالمية، مما أتاح فرصاً جديدة لبعض العملات مثل الدولار الأسترالي. ومع ذلك، فإن استمرارية هذه المكاسب تعتمد بشكل كبير على استقرار العلاقات التجارية العالمية. يبدو واضحاً أن أي تغيير إضافي في هذه العلاقة قد يؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المعتمدة على التجارة الدولية، مثل أستراليا والصين. وبالتالي، يجب على المستثمرين والمراقبين متابعة هذه التطورات عن كثبب لفهم تداعياتها الأوسع.