الدولار الأسترالي يحقق مكاسب وسط تقلبات اقتصادية عالمية

Mar 18, 2025 at 8:09 AM
Single Slide

شهد الدولار الأسترالي صعوداً متواصلاً للجلسة الثالثة، مدفوعاً بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية. جاء هذا الارتفاع مع ضعف نسبي في العملة الأمريكية نتيجة التوترات التجارية المتصاعدة والمخاوف المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي. على الرغم من ذلك، يواجه الدولار الأسترالي تحديات مستقبلية محتملة بسبب القرارات التجارية الأمريكية الأخيرة، بينما يدعمه الإجراءات الاقتصادية الصينية الجديدة لتعزيز النمو المحلي.

من جهة أخرى، أبدى بنك الاحتياطي الأسترالي حذراً بشأن سياساته النقدية المستقبلية، حيث أكدت المسؤولون أهمية مراقبة التطورات العالمية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد المحلي. كما أن المؤشرات الفنية الحالية تعكس زخماً إيجابياً للعملة الأسترالية، مع مستويات دعم مقترحة قد تلعب دوراً مهماً في تحديد مسارها المستقبلي.

تأثير السياسات النقدية والاستراتيجيات التجارية العالمية

أظهرت تصريحات سارة هانتر، المساعدة للمحافظ الاقتصادي لبنك الاحتياطي الأسترالي، اتباع البنك نهجاً حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة. يعكس هذا الموقف استجابة البنك لتغيرات السوق العالمية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي. تشير التصريحات إلى وجود فجوة بين توقعات السوق ورؤية البنك المركزي فيما يتعلق بتيسير السياسات النقدية.

تشدد هانتر على أهمية متابعة القرارات السياسية الأمريكية وما لها من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على معدلات التضخم الأسترالي. يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية متبادلة على قطاعات معينة اعتباراً من الثاني من أبريل. أكد ترامب عدم تقديم إعفاءات خاصة بخصوص الصلب والألومنيوم، مما يثير قلقاً بشأن تأثير هذه الخطوات على الأسواق المالية العالمية بما فيها السوق الأسترالية. يعزز هذا المناخ من حالة الحذر لدى المستثمرين، مما قد يؤثر على قيمة الدولار الأسترالي في المستقبل القريب.

دور السياسات الاقتصادية الصينية في دعم العملة الأسترالية

حققت العملة الأسترالية دعماً إضافياً بعد إطلاق الصين خطة عمل شاملة لتعزيز الاستهلاك المحلي وتخفيف الضغوط الاقتصادية. تهدف الخطة إلى رفع الدخل الشخصي وتحفيز الإنفاق الأسري، بالإضافة إلى استقرار الأسواق المالية مثل الأسهم والعقار. يعكس هذا التحرك الصيني رغبة واضحة في تحقيق نمو مستدام يمكن أن ينعكس إيجاباً على الاقتصادات المرتبطة بها، بما في ذلك أستراليا.

تتميز الخطة الصينية بإجراءات متنوعة تشمل زيادة الأجور وتحسين البنية التحتية لتشجيع الاستثمار. يعتبر هذا الدعم عاملاً رئيسياً في تعزيز ثقة المستثمرين بالدولار الأسترالي، خاصة وأن الصين تعد شريكاً تجارياً أساسياً لأستراليا. من جهة أخرى، تشير التحليلات الفنية إلى أن زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي يحافظ على زخم إيجابي داخل قناة صاعدة، مع مستوى مقاومة مهم عند 0.6408. إذا تمكنت العملة من اختراق هذا المستوى، فقد تفتح المجال أمام مزيد من المكاسب. أما بالنسبة لمستويات الدعم، فهي تتركز حول المتوسط المتحرك الأسي لتسعة أيام عند 0.6330 والحافة السفلى للقناة الصاعدة عند 0.6320، مما يوفر إطاراً واضحاً لحركة السعر المتوقعة.