الدولار الأسترالي يتأرجح في ظل غموض السياسات الاقتصادية

Apr 2, 2025 at 12:49 AM
Single Slide
شهدت الأسواق المالية تحركات متباينة لزوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي، حيث استقرت الأسعار حول منطقة محددة خلال جلسة التداول الأمريكية. مع تراجع الإشارات الواضحة من بنك الاحتياطي الأسترالي بشأن مستقبل السياسة النقدية، يبقى السوق تحت ضغط التوترات التجارية العالمية والانتظار الحذر لإعلانات قد تغيّر مسار العملات.

هل يحمل المستقبل انفراجاً أم المزيد من الضبابية؟

تأثير قرار بنك الاحتياطي الأسترالي على السوق

بعد إعلان بنك الاحتياطي الأسترالي عن الاحتفاظ بسعر الفائدة عند مستوى ثابت عند 4.10%، شهد زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي انتعاشاً مؤقتاً. ومع ذلك، فإن غياب التوجيهات المستقبلية أبقى المتداولين في حالة من الحذر المفرط. يُعتبر هذا القرار انعكاساً لتوازن البنك بين السيطرة على التضخم ودعم الاقتصاد المحلي. في الواقع، فإن هذه الاستراتيجية تعكس حرص البنك على عدم إحداث اضطرابات كبيرة في الأسواق، خاصة في ظل التقلبات الجيوسياسية المستمرة.على الرغم من أن بعض المحللين رأوا في هذا القرار فرصة للتعافي المؤقت، إلا أن الآخرين يرون أنه قد يؤدي إلى استمرار الضعف في العملة الأسترالية بسبب غياب الرؤية المستقبلية. وبالتالي، فإن تأثير هذا القرار لا يزال محل نقاش بين المتخصصين في الاقتصاد العالمي.

دور التوترات التجارية في تحديد مصير الزوج

بينما يترقب الجميع إعلان الرئيس الأمريكي ترامب حول التعريفات الجمركية الجديدة، يبقى زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي عرضة للتغيرات المفاجئة. تعتبر التجارة الدولية عاملاً أساسياً يؤثر على قيمة العملات، خاصة بالنسبة للاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على الصادرات مثل أستراليا.من الناحية التاريخية، أظهرت البيانات أن أي تصعيد في النزاعات التجارية يؤدي إلى تراجع العملات المرتبطة بالسلع الأساسية. وبما أن أستراليا تُعد مصدرًا رئيسيًا للمعادن والمواد الخام، فإن أي تقييد على التجارة يمكن أن يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني وبالتالي على قيمة العملة. لذلك، فإن التطورات القادمة في هذا المجال ستكون محورية لتحديد اتجاه الزوج في الأيام المقبلة.

تحليل فني عميق للوضع الحالي

في السياق الفني، تشير المؤشرات إلى استمرار الاتجاه الهبوطي للزوج. على سبيل المثال، يعكس مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD) ضعف الدافع الصاعد، مما يعني أن المشترين غير قادرين على كسر مستويات المقاومة الرئيسية. وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر القوة النسبية (RSI)، إلا أنه ما زال دون خط الحياد، مما يشير إلى استمرار الضغوط البيعية.بالإضافة إلى ذلك، فإن مؤشر القناة السلعية (CCI) يظهر تحسناً طفيفاً لكنه لا يزال ضمن المنطقة السلبية. يعكس هذا الأمر حالة من عدم اليقين في السوق، حيث يبدو أن المتداولين ينتظرون دليلاً واضحاً قبل اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأمد. وبالتالي، فإن اختراق مستويات الدعم أو المقاومة سيكون أمرًا حاسمًا لتحديد الاتجاه المستقبلي.

حدود الحركة داخل نطاق اليومي

بحسب المعطيات الحالية، يتحرك زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي داخل نطاق يومي محدد بين مستويات 0.6231 و0.6282. يمثل هذا النطاق نقطة محورية لمعرفة ما إذا كان الزوج سيتمكن من تحقيق تعافي حقيقي أم سيستمر في الانخفاض. فيما يتعلق بالمتوسطات المتحركة الرئيسية، فإن جميعها تتوجه نحو الأسفل، مما يعزز من صورة الاتجاه الهابط.من جهة أخرى، يقع الدعم المباشر عند مستوى 0.6267، بينما تتجمع مستويات المقاومة حول 0.6289 و0.6290. بدون اختراق واضح لهذه المستويات، يبقى الزوج عرضة للتقلبات الجانبية، خاصة مع استمرار غياب العوامل الحاسمة التي قد تحدد اتجاهه النهائي.