شهدت العملات الرئيسية تحركات ملحوظة خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، حيث جذب زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي انتباه المتداولين حول مستوى 1.2940. جاء هذا التحرك مدفوعاً بضعف العملة الأمريكية نتيجة حالة من الغموض الاقتصادي الناجمة عن سياسات الرئيس ترامب التجارية والتوقعات السلبية بشأن الاقتصاد الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، أبقت البنوك المركزية على استراتيجياتها الحالية دون تغيير، مما أضاف عوامل جديدة لتحليل الاتجاه المستقبلي لكلتا العملتين.
تزايدت الضغوط على الدولار الأمريكي مع تصاعد المخاوف من أن السياسات التجارية العدوانية للرئيس ترامب قد تؤدي إلى ركود محتمل. في خطوة جريئة، أعلن ترامب عن "يوم التحرير" في الثاني من أبريل، حيث سيتم فرض رسوم متبادلة في قطاعات متعددة مثل السيارات والأدوية وأشباه الموصلات. هذه الخطوة أثارت قلق المستثمرين بشأن مستقبل التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد الأمريكي. كما أثرت هذه الشكوك سلباً على قيمة العملة الخضراء مقابل العملات الأخرى.
على الجانب الآخر، ظل بنك إنجلترا محافظاً على أسعار الفائدة عند مستوى 4.5%، وهو القرار الذي كان متوقعاً من قبل الأسواق المالية. أثناء المؤتمر الصحفي، أكد محافظ البنك، أندرو بيلي، وجود الكثير من عدم اليقين في الوقت الحالي، لكنه أعرب عن ثقة واضعي السياسة بأن الأسعار ستتجه نحو انخفاض تدريجي. ومن جانبهما، توقع محللا بنك نومورا، جورج باكلي وأندريه شتشيبانياك، تخفيضات إضافية بمقدار 100 نقطة أساس لتصل إلى معدل نهائي يبلغ 3.5% بحلول أوائل عام 2026.
من جهة أخرى، تعاني المملكة المتحدة من صورة اقتصادية قاتمة تتأثر بعدم اليقين العالمي وتراجع الثقة الاستثمارية. يبدو أن الاقتصاد البريطاني يواجه تحديات كبيرة، حيث يبقى في وضع الانتظار والترقب مع استمرار المخاطر المرتبطة بالسياسات التجارية الأمريكية. ومع ذلك، ينتظر المستثمرون بشغف بيانات مؤشر أسعار المستهلك للتضخم لشهر فبراير التي ستصدر يوم الأربعاء، والتي قد توفر دفعة جديدة لاتجاهات السوق.
بينما يراقب العالم تداعيات القرارات الاقتصادية الأخيرة، يظل الجنيه الإسترليني تحت تأثير مجموعة من العوامل المعقدة. وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة، فإن المؤشرات المستقبلية قد تكشف عن فرص جديدة لتعزيز الاستقرار المالي بين العملات الكبرى، خاصة إذا تمكن الاقتصاد البريطاني من تحقيق اختراقات إيجابية في ظل التحديات العالمية المستمرة.