التوترات التجارية تُلقي بظلالها على اليورو أمام الدولار

Mar 27, 2025 at 11:35 AM
Single Slide
شهدت العملات الأجنبية تحركات ملحوظة خلال التداولات الأوروبية، حيث صعد زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد سلسلة من الخسائر التي استمرت لستة أيام متتالية. ومع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والشركاء التجاريين الرئيسيين، برزت المخاوف بشأن تأثير هذه النزاعات على الاقتصاد العالمي.

هل تؤدي الحرب التجارية إلى تعطيل الاستقرار الاقتصادي؟

في ظل الإجراءات الاقتصادية الحازمة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبرز السؤال حول مدى تأثير القرارات الأخيرة على الأسواق المالية العالمية. فرض رسوم جمركية كبيرة على واردات السيارات يعكس استراتيجية واشنطن في إعادة تشكيل العلاقات التجارية الدولية.

إجراءات ترامب وأثرها على الاقتصاد الأوروبي

مع إعلان الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، تواجه الصناعة الألمانية تحديات غير مسبوقة. تعتبر ألمانيا واحدة من أكبر الدول المصدرة للسيارات عالميًا، حيث يشكل السوق الأمريكي نسبة كبيرة من الصادرات الوطنية. هذا القرار سيضع ضغوطًا كبيرة على الشركات الألمانية الكبرى مثل "بي إم دبليو" و"مرسيدس بنز"، مما قد يؤدي إلى تراجع الإيرادات وتقليل فرص العمل داخل القطاع.

من جهة أخرى، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه السياسات ستؤدي إلى زيادة التضخم داخل الاتحاد الأوروبي نتيجة ارتفاع أسعار السلع المستوردة. وقد يدفع ذلك البنوك المركزية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها النقدية، بما في ذلك تجميد خطط خفض الفائدة أو تعديل السياسات النقدية بشكل عام.

البنك المركزي الأوروبي يحذر من تداعيات الرسوم الجمركية

حذر المسؤول في البنك المركزي الأوروبي بيير وونش من أن فرض الرسوم الجمركية يمكن أن يزيد الضغوط التضخمية ويؤثر سلبًا على معدلات النمو الاقتصادي داخل المنطقة. كما أكد أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى تأخر تحقيق التعافي الاقتصادي الذي كان يتوقعه الكثيرون مع نهاية العام الحالي.

وفقًا لتوقعات وونش، هناك احتمال كبير بأن يتم تأجيل قرارات خفض الفائدة حتى الربع الثاني من العام المقبل، وذلك بسبب حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق. هذا الأمر قد يعزز من قيمة اليورو على المدى القصير ولكنه قد يعرقل الجهود الرامية إلى تحفيز الاقتصاد المحلي.

التوقعات الفنية لزوج اليورو/الدولار

من الناحية الفنية، يواجه زوج اليورو/الدولار مقاومة قوية عند مستوى 1.1000، بينما يبقى الدعم الأساسي عند مستوى 1.0630. وعلى الرغم من الانتعاش الأخير، فإن المؤشرات الفنية تشير إلى تراجع الزخم الصعودي، مما يعني أن الحركة السعرية قد تكون هشة في المستقبل القريب.

يمكن أن يكون التحرك القادم حاسمًا بالنسبة للمستثمرين، حيث يراقب الجميع أي تطورات جديدة قد تصدر من واشنطن أو برلين. إذا ما استمرت الضغوط التجارية، فمن المحتمل أن نرى المزيد من التقلبات في الأسواق، مما يستدعي توخي الحذر أثناء اتخاذ القرارات الاستثمارية.