شهدت الأسواق المالية تحركات متباينة خلال الجلسة الأمريكية يوم الثلاثاء، حيث استقر زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي قرب مستوى 0.6000 بعد ارتداد قصير المدى. جاء هذا الاستقرار نتيجة لتراجع الزخم القوي الذي كان يدعم العملة الأمريكية في وقت سابق، مما أتاح لعملات المخاطرة مثل الدولار الأسترالي فرصة للتعافي الجزئي ضمن نطاق أدنى مستوياته خلال خمس سنوات. وعلى الرغم من التحسن المؤقت للمزاج العام بسبب تقارير عن محادثات تجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، إلا أن الغموض التجاري مع الصين لا يزال يضغط على الأسواق.

في ظل هذه الظروف، تأثرت العملات العالمية بشكل كبير بتطورات السياسات التجارية. فقد ساهمت الإعلانات الأخيرة حول الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن بنسبة تجاوزت 100% على السلع الصينية في تعزيز الضغوط السلبية على العملات المرتبطة بالمخاطرة. ومع ذلك، فإن التقارير عن مفاوضات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى - باستثناء الصين - قد أسهمت في تخفيف حدة الخوف لدى المستثمرين إلى حد ما.

من الناحية الفنية، يظهر زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي نمطاً هبوطياً واضحاً على المدى الطويل، لكن المؤشرات اليومية تشير إلى احتمال حدوث تصحيح صعودي قصير الأمد. فعلى سبيل المثال، يعكس مؤشر القوة النسبية (RSI) حالة تشبع بيعي عند مستوى 29، مما يفتح الباب أمام ارتداد محتمل. كما يدعم مؤشر قناة السلع (CCI) فكرة وجود فرص تصحيحية قصيرة المدى.

ومع ذلك، فإن الصورة الأوسع لا تزال تميل نحو الهبوط، حيث تستمر المتوسطات المتحركة البسيطة والأسية في تسجيل انحدارات سلبية. ويبدو أن المتوسط المتحرك الأسي لمدة عشرة أيام يشكل مقاومة رئيسية أمام أي محاولات لتعافي الزوج، بينما تظل المتوسطات الأطول أجلاً، مثل تلك لمدة مائتي يوم، في وضع هابط. هذا التداخل بين المؤشرات يجعل الحركة المستقبلية غير مؤكدة، مما يعزز احتمالية دخول الزوج في مرحلة جانبية مؤقتة.

بالنظر إلى العوامل المختلفة المؤثرة على زوج العملات، يبدو أن السوق يواجه حالة من التردد بين القوى الدافعة للهبوط والفرص المتاحة للتصحيح. وبينما تبقى الضغوط السلبية السائدة، تبرز إشارات التشبع البيعي كعامل قد يؤدي إلى تحركات تصحيحية على المدى القريب. ومع ذلك، فإن غياب ديناميكية واضحة يزيد من تعقيد توقعات الحركة المستقبلية لهذا الزوج.