شهدت عام 2024 زيادة كبيرة في استخدام العملات الرقمية لتمويل ودعم تجارة المخدرات، حيث أصبحت الأسواق المظلمة الناطقة بالروسية المصدر الأساسي للإيرادات غير المشروعة. هذه الزيادة تمثل تحديًا كبيرًا أمام السلطات العالمية بسبب تعقيد تتبع المعاملات الرقمية واستخدام تقنيات حديثة للتستر على الأنشطة غير القانونية. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت كارتلات المخدرات المكسيكية مع موردين صينيين من خلال العملات الرقمية، مما أدى إلى توسع التجارة غير المشروعة لمكونات الفنتانيل.
على الجانب الآخر، ساهمت المتاجر الإلكترونية في تعزيز هذا السوق، حيث قفزت الإيرادات لتصل إلى 600 مليون دولار في نفس العام، مع تفضيل العملات المستقرة مثل التيثر (USDT) بسبب استقرارها وسهولة تحويلها. يواجه إنفاذ القانون صعوبة متزايدة في ملاحقة هذه الجرائم بسبب الخصوصية العالية التي توفرها تقنية البلوكشين.

الأسواق المظلمة: محرك جديد للتجارة غير المشروعة

استحوذت الأسواق المظلمة الناطقة بالروسية على نصيب الأسد من الإيرادات غير المشروعة في عام 2024، حيث بلغت أكثر من 1.7 مليار دولار. استفادت هذه الأسواق من ضعف الرقابة الروسية ونظام التوصيل غير المباشر الذي يقلل من المخاطر، كما ركزت بشكل أساسي على إنتاج وتوزيع المخدرات الاصطناعية باستخدام مواد كيميائية رخيصة من الصين.

تشير البيانات إلى أن الأسواق المظلمة قد أصبحت بيئة خصبة لتعزيز الأنشطة غير المشروعة. مع وجود ضعف الرقابة المحلية والاعتماد الكبير على المواد الكيميائية المستوردة من دول مثل الصين، تمكن التجار من توسيع نطاق عملياتهم بسرعة. النظام المستخدم لهذه التجارة يتسم بالمرونة، حيث يتم الاعتماد على شبكات تسليم مبتكرة لتقليل احتمال اكتشاف العمليات. كما أن التركيز على المخدرات الاصطناعية المنتجة محليًا يوفر لهم تكلفة أقل ومخاطر أقل مقارنةً بالمخدرات التقليدية المستوردة.

العملات الرقمية: أدوات جديدة لتمويل الجريمة

لعبت العملات الرقمية دورًا محوريًا في تمويل تجارة المخدرات، حيث استحوذت ترون على نسبة كبيرة من النشاط غير القانوني بنسبة 58%، تليها إيثريوم وبيتكوين. كما أصبحت العملة المستقرة "تيثر" الخيار المفضل لكثير من الكارتلات بسبب استقرار قيمتها وسهولة تحويلها إلى عملات محلية.

باتت العملات الرقمية وسيلة أساسية لتمويل الجرائم المنظمة، خاصة تلك المتعلقة بالمخدرات. ففي عام 2024، أظهرت التحقيقات ارتباطًا واضحًا بين كارتلات المخدرات المكسيكية وموردين صينيين، حيث تم تنفيذ معاملات مشبوهة بقيمة 37.8 مليون دولار لشراء مكونات الفنتانيل. هذه العملة المستقرة تمنح المجرمين القدرة على التعامل بسرية تامة، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبع الأموال أو إيقافها. كما أن سرعة التعاملات الرقمية والخصوصية العالية التي توفرها تقنية البلوكشين تضيف عقبة أخرى أمام جهود إنفاذ القانون العالمي.