شهدت الأسواق المالية مؤخرًا تحركات قوية في زوج العملات USD/CHF، حيث يبدو أن الاتجاه الصاعد قد استحوذ على السيطرة. هذا الأداء الإيجابي يعكس ثقة المستثمرين في قوة الاقتصاد الأمريكي مقابل الاستقرار النسبي الذي يقدمه الفرنك السويسري. علاوة على ذلك، فإن مستوى الدعم عند 0.8815 يعتبر نقطة محورية حاسمة، إذ يمكن أن يؤدي اختراقها إلى زيادة الزخم الشرائي.
من جهة أخرى، يدعم هذا الصعود مؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي يشير إلى استمرارية الحركة الصاعدة. ومع ذلك، يجب على المتداولين توخي الحذر وعدم الاعتماد فقط على المؤشرات التقليدية، بل التركيز أيضًا على العوامل الاقتصادية التي قد تؤثر على أداء الزوج.
بالنظر إلى مستويات الدعم والمقاومة، يتضح أن هناك فرصًا واضحة للتداول. بالنسبة للمستثمرين الذين يفضلون الصفقات الشرائية، فإن تحقيق أرباح عند مستويات 0.8855 و0.8870 يعد هدفًا معقولًا إذا ظل السعر فوق 0.8815. هذه الخطط تعتمد على تقييم دقيق للظروف الاقتصادية العالمية والسياسية التي قد تؤثر على قيمة العملات.
أما في حالة الانكسار تحت مستوى 0.8815، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع إضافي نحو مستويات 0.8800 ثم 0.8780. هذا السيناريو البديل يتطلب استراتيجية أكثر حذرًا، حيث يتعين على المتداولين ضبط نقاط التوقف لحماية رأس المال والاستعداد لأي تقلبات غير متوقعة.
يتطلب نجاح التداول فهمًا عميقًا للتحليل الفني، الذي يساعد في تحديد النقاط المحورية والاتجاهات الرئيسية. في حالة زوج العملات USD/CHF، يلعب مؤشر القوة النسبية دورًا كبيرًا في تأكيد صحة الإشارات الصاعدة أو الهابطة. كما أن استخدام أدوات مثل خطوط الاتجاه ومستويات فيبوناتشي يمكن أن يعزز من دقة القرارات الاستثمارية.
ومع ذلك، لا يمكن اعتبار التحليل الفني كأداة وحيدة للتنبؤ بالأسواق. يجب دمجه مع التحليل الأساسي الذي يأخذ في الاعتبار بيانات الاقتصاد الكلي مثل معدلات الفائدة، التضخم، وأداء الأسواق الأخرى المرتبطة بالعملتين.
تعتبر السياسات النقدية للبنوك المركزية عاملاً حاسمًا في تحديد قيمة العملات. في حالة الدولار الأمريكي، يظل البنك الاحتياطي الفيدرالي (FED) يركز على سياسة تشديد نقدية بهدف السيطرة على التضخم. هذا الأمر يعزز جاذبية العملة الأمريكية لدى المستثمرين العالميين.
أما بالنسبة للفرنك السويسري، فإن البنك الوطني السويسري يسعى لتحقيق التوازن بين الاستقرار النقدي والحفاظ على تنافسية الصادرات الوطنية. هذه السياسات المختلفة تؤدي إلى اختلافات واضحة في أداء كل عملة، مما يجعل تحليلها أكثر تعقيدًا وإثارة.