في قضية مثيرة للجدل، اتُّهمت شركة "فيرست ديجيتال ترست" (ف.د.ت)، ومقرها هونغ كونغ، باختلاس أكثر من 500 مليون دولار أمريكي من الأصول الرقمية الخاصة بالعملة المستقرة TUSD. ووفقًا لإعلان صادر عن جستن صن في الثامن من أبريل، فإن الشركة انتهكت القوانين المحلية من خلال استخدام أموال العملاء دون إذن رسمي، وتحويلها إلى شركات أخرى غير مرخصة. كما أن هذه العمليات السرية قد تشمل نشاطات استثمارية غير قانونية وتزوير بيانات رسمية بهدف إخفاء حقيقة إعادة توزيع الأموال.
في سياق مليء بالتوتر والمتابعات القانونية، جاءت الاتهامات بعدما أصدر جستن صن بيانًا يوضح فيه كيف قامت ف.د.ت بارتكاب سبع انتهاكات رئيسية. من بين هذه المخالفات، استخدمت الشركة أموال العملاء لتمويل عمليات خارج نطاق الإشراف التنظيمي، حيث تم تحويل الأموال إلى كيانات مثل "أريا دي.إم.سي.سي"، و"تروكوين"، و"كروس بريدج/فينابورت". وقد أكد جستن صن أن هذه الخطوات تمت دون وجود تراخيص قانونية أو الشفافية اللازمة.
بالإضافة إلى ذلك، تم اتهام الشركة بالتلاعب في البيانات وإصدار سجلات مزيفة لتغطية الأفعال غير المشروعة. كما أن هناك ادعاءات بأن الكيانات الخارجية التي استُخدمت لممارسة غسل الأموال كانت تتلقى عمولات غير معلنة، مما يشكل انتهاكًا واضحًا لقوانين مكافحة الفساد في هونغ كونغ.
من جهة أخرى، عرض جستن صن مكافأة ضخمة تصل إلى 50 مليون دولار لأي شخص يقدم معلومات تساعد على استعادة الأصول المسروقة. وأشار إلى أن القضية ليست مجرد مسألة مالية، بل هي خطوة نحو تحقيق العدالة في هذا القطاع المالي الحساس.
مع استمرار التحقيقات، إذا ثبتت هذه الاتهامات، فقد تواجه الشركة عواقب وخيمة تشمل المحاكمات الجنائية، الغرامات الضخمة، وحتى إلغاء ترخيصها بشكل دائم.
من الجدير بالذكر أن هذه القضية تأتي في أعقاب انهيار FTX، مما يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الرقابة والشفافية في السوق المالية الرقمية.
من منظور صحفي، يبدو أن هذه القضية تسلط الضوء على أهمية تنظيم الصناعات المالية الحديثة، خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. فعلى الرغم من الابتكارات الهائلة التي تقدمها هذه المجالات، إلا أنها ما زالت بحاجة إلى إطار قانوني يحمي حقوق العملاء ويمنع الاستغلال غير المشروع للأموال. ومن خلال مقارنة هذه القضية مع انهيار FTX، يمكننا أن نستنتج أن الشفافية والإفصاح الكامل يجب أن يكونا أساس أي نظام مالي مستدام.