إعفاء العقوبات يفتح آفاقًا جديدة لتوفير الطاقة والخدمات الأساسية في سوريا

Jan 7, 2025 at 1:54 AM
Single Slide
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن إعفاء جديد يسمح بإجراء بعض المعاملات المالية والطاقة إلى سوريا، بهدف تحسين الظروف المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية. هذا الإعفاء يأتي في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الطاقة والمياه والكهرباء، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين من السوريين.

خطوة نحو مستقبل أفضل لسوريا

أثر الإعفاء على توفير الكهرباء والطاقة

تواجه سوريا منذ سنوات تحديات كبيرة في توفير الطاقة، حيث لا تتجاوز فترة توفر الكهرباء الساعتين أو الثلاث يومياً في معظم المناطق. ومع ذلك، فإن الإعفاء الجديد من العقوبات يفتح الباب أمام فرص جديدة لتوفير المزيد من الطاقة. وفقاً للبيانات الرسمية، تستهدف الحكومة المؤقتة زيادة ساعات الكهرباء لتصل إلى ثماني ساعات يومياً خلال شهرين فقط. هذا التحسن الكبير سيساعد في تخفيف الضغط على الأسر السورية ويعزز من قدرتها على ممارسة حياتها اليومية بكفاءة أكبر.الجهود الحالية لتحسين البنية التحتية للطاقة تتضمن استثمارات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة والمشاريع التي تهدف إلى تحديث شبكات الكهرباء القديمة. هذه الاستثمارات ليست فقط ضرورية لتلبية الاحتياجات الحالية للسكان، بل تساهم أيضًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة طويلة المدى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الخطوات أن تساعد في خلق فرص عمل جديدة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويحفز النمو الاقتصادي.

تفاصيل المعاملات المسموح بها تحت الإعفاء الجديد

يتيح الإعفاء الجديد من العقوبات إجراء معاملات محددة مع المؤسسات الحكومية في سوريا، حتى لو كان هناك شخص مصنف كـ "إرهابي" ضمن تلك المؤسسة. ومع ذلك، يبقى الحظر قائماً على أي معاملات تتعلق بالوكالات العسكرية أو المخابراتية. هذا التمييز الدقيق يهدف إلى ضمان عدم استخدام العقوبات كحاجز أمام تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي.وزارة الخزانة الأمريكية حددت بشكل واضح المؤسسات الحكومية التي يمكن التعامل معها، بما في ذلك الإدارات والوكالات ومقدمي الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس والمرافق التعليمية والصحية على المستويات الاتحادية والإقليمية وال محلية. كما تم تضمين الكيانات المشاركة مع هيئة تحرير الشام في جميع أنحاء سوريا ضمن هذا الإطار. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لضمان وصول الخدمات الأساسية إلى جميع أنحاء البلاد.

التأثير القانوني والإنساني للقرار

رغم أن العقوبات على نظام الأسد وشركائه والحكومة السورية والبنك المركزي السوري وهيئة تحرير الشام ما زالت قائمة، إلا أن هذا الإعفاء يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الظروف الإنسانية في سوريا. فمثلاً، يسمح الإعفاء بدعم بيع الطاقة، بما في ذلك البترول والكهرباء، أو توريدها أو تخزينها أو التبرع بها إلى سوريا أو داخلها. هذا الأمر سيؤدي إلى تخفيف الأزمة الطاقوية التي تمر بها البلاد.من الجدير بالذكر أن القرار لا يشمل رفع الحظر عن أي ممتلكات أو مصالح أخرى للأفراد أو الكيانات المدرجة حالياً على لائحة العقوبات. ومع ذلك، فإنه يسمح بتحويلات مالية محددة للمؤسسات الحكومية أو مقدمي الخدمات المرتبطين بها في سوريا. هذه التحويلات ستكون ذات أهمية خاصة بالنسبة للجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات الأساسية، مما يساهم في تعزيز جهود إعادة بناء البنية التحتية المتضررة.

الردود والآراء حول القرار

قال مسؤول أميركي، تحدث لوكالة "رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هذه الخطوة تعكس حسن النية تجاه الشعب السوري وليس الحكومة الجديدة. وصرّح والي أدييمو، نائب وزيرة الخزانة، بأن نهاية حكم بشار الأسد الوحشي والقمعي، الذي دعمته روسيا وإيران، توفر فرصة فريدة لسوريا وشعبها لإعادة البناء. وأكد أن الوزارة ستواصل دعم المساعدات الإنسانية والحكم المسؤول في سوريا خلال هذه الفترة الانتقالية.من جانب آخر، يرى العديد من الدبلوماسيين أن رفع العقوبات يمكن استخدامه كوسيلة ضغط لضمان وفاء السلطات السورية الجديدة بالتزاماتها. وفي هذا السياق، فإن هيئة تحرير الشام، التي تتصدر قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي الخاصة بتنظيمي القاعدة وداعش، ما زالت تخضع لتجميد الأصول عالمياً وحظر الأسلحة، رغم وجود استثناء إنساني. وعلى الرغم من إعلان الهيئة انفصالها عن تنظيم القاعدة منذ فترة طويلة، تستمر الولايات المتحدة في تصنيفها كياناً إرهابياً.